ابن خلفون جاء ينتقم!

TT

كان أستاذنا دكتور عبد العزيز عزت يشكو من الأخطاء المطبعية واللغوية والنحوية في مقالاته. ويلعن عمال المطبعة ويدعو الله أن يصيبهم بالشلل. فأصاب بعضهم..

ثم حدث شيء غريب لا نعرف تفسيره في الخمسين عاما الماضية. كتب مقالا عن ابن خلدون. المقال جيد. والمعلومات غزيرة. وحبه للفيلسوف التونسي استولى على أفكاره. ويرى أن ابن خلدون هو أعظم فلاسفة القرن الرابع عشر. وأن من أحلامه أن يعيد نشر بعض كتبه خاصة كتابه عن «تلخيص أحاديث الموطأ». ثم قصة حب مجهولة. وسوف يدهش الناس ويشكرونه على هذا الكنز الأدبي.. وأنه يهنئ نفسه على ذاكرته القوية ودقته في كل ما يكتب عن ابن خلدون..

ملحوظة هامة: لقد غيروا اسم ابن خلدون وكتبوا ابن خلفون!

إيه الحكاية؟ حتى اليوم لا نعرف ماذا حدث. ومن الذي فكر في هذا الانتقام العلني الشنيع. من الذي تطوع ورد اعتبار عمال المطبعة فكان الانتقام الشنيع..

فهناك فعلا أحد علماء الحديث اسمه ابن خلفون الأندلسي (1160- 1239). ولا أحد يعرف من الذي قلّب في غياهب التاريخ واهتدى إلى شخص اسمه: الحافظ المتقن العالم العلامة أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن خلفون!

وفي عيد ميلاد دكتور عبد العزيز عزت أستاذ علم الاجتماع بآداب القاهرة، تلقى هذه التهنئة: مبروك. كل سنة وأنت يا ابن خلفون والبادي أظلم!

المفاجأة الأكبر أن أحد أقارب دكتور عبد العزيز قال لي فأضحكني حتى أبكاني: إن الذي كتب هذا الرد هو دكتور عبد العزيز عزت نفسه ليؤكد لنفسه وللناس أنه ليس عمال المطابع هم الجهلة وحدهم.. وإنما الصحافيون أيضا!!

شكرا يا أستاذنا. وكما قال سعد زغلول: هذه تهمة لا أدفعها وشرف لا أدعيه!