مات وهو ينبح ويعوي

TT

الأستاذ (الفذ) سمير عطا الله - وأنا أعني ما أقول - ولكنني مع ذلك توقفت قليلا وأنا أسائل نفسي: من أين أتيت بكلمة (الفذ) هذه؟! وما الداعي الذي دعاني لأن أصفه بهذه الصفة (الفذة)؟!

أشرح لكم باختصار ذلك الداعي، فمحسوبكم الذي يكتب الآن هذه الكلمات الحرونة وغير المترابطة، ما هو إلا تلميذ متواضع تعلم أبجديات الكتابة اليومية وشبه اليومية في أكاديمية عطا الله الباذخة، ومن الصعب أن يمر على الإنسان (السوي) - وأصر على كلمة السوي - من الصعب على ذلك الإنسان أن يمر عليه مقال كتبه ذلك الأستاذ دون أن يقرأه، وإذا مر عليه دون أن يقرأه فلا شك أنه مشكوك به ويجب أن يخضع للمساءلة الثقافية، فهو (بلا شك) - أي الأستاذ - من أرقى من كتب الكتابة اليومية السلسة والعميقة في الوقت نفسه - إن لم يكن أرقاهم بالفعل لا بالحكي.

وقبل مدة قرأت له مقالا بعنوان «مطلوب إله يوناني لمنصب رئيس تحرير»، وهو استعراض لإعلان كتبته جريدة أو مطبوعة عربية تعدد شروطها الإعجازية والساذجة لكي يحظى ذلك المدير بشرف قبولها له.

وهو بذلك ذكرني برجل معتوه في دولة أفريقية - وما أكثر المعتوهين وأنا من أواسطهم.

وقبل أن أدخل في موضوع ذلك الرجل، فلا بد أن أعرج على الكثير من الأدعياء عبر التاريخ الذين ادعوا (النبوة) الكاذبة، وكل واحد منهم يزعم أنه مرسل ورسول من عند الله تعالى، ولكن سرعان ما تكتشف أكاذيبه، ويذهب غير مأسوف عليه إما بالقتل وإما بالنبذ وإما بالتشهير، والأمثال على ذلك كثيرة في كل الشعوب وكل القارات وكل القرون، ولا أستبعد أن يستمر ذلك المسلسل السخيف إلى أن ينفخ بالصور ويعلن عن الملأ قاطبة إلى أن يحل يوم القيامة.

الآن أعرج على ذلك الرجل الأفريقي الذي بز العالمين بادعائه، فأخونا لم يملأ عينه ولا طموحه أن يكون نبيا فقط، ولكنه، والعياذ بالله، ادعى الألوهية، على أساس أنه هو الله تعالى - لا إله يوناني.

والغريب العجيب أن هناك من آمنوا به وصدقوه وقدموا له الهدايا، وأحلى من ذلك أنهم أيضا قدموا له بناتهم الأبكار ليلدن له أبناء من سلالة الإله.

والمضحك أن نائب رئيس الوزراء في تلك الدولة جاء إليه ليحظى ببركته، وقبل أن يغادر مجلسه المبارك تبرع له بستة آلاف دولار، وقبلها الرب منه ووزعها على ست من زوجاته المحظيات بواقع ألف دولار لكل زوجة.

غير أن القدر يمهل ولا يهمل، وكانت الفجيعة عند أتباعه ومريديه أنه في ليلة من الليالي المظلمة، وذلك عندما أفاقوا على صياح إلههم؛ حيث هاجمه و(تورشعه) كلب عقور، وأنشب أنيابه في ساقه، وتفازع القوم وقتلوا الكلب شر قتلة، وسحلوا جثته في الشوارع.

ولكن ما هي إلا أيام وإذا بالإله المزعوم يموت بداء الكلب وهو ينبح ويعوي.

ولا أدري كيف صلوا على إلههم، وكيف دفنوه!

[email protected]