وللأدباء فيما يعشقون مذاهب

TT

لعبت المرأة عبر كل العصور دورا بارزا في حياة نوابغ الأدب وعظماء الفن، وكانت لها تأثيراتها على إبداعاتهم، فحفل نتاجهم بانعكاسات تلك العلاقة حزنا وفرحا، لذة وألما، تجردا وتجسدا؛ فالمرأة، كما يشير أحد النقاد الفنيين، رقيقة كالفراشة عند رافائيللو، كتلة لحم وشحم عند روبنز، مسترجلة عند مايكل أنجلو، ولها في عيون أدبائنا العرب صور متعددة، فهي مخلوق تابع لدى العقاد، متبوع لدى رامي، مثال لدى المنفلوطي، ولكل أديب من أدبائنا مذهبه الخاص في العشق، فأزمات العقاد العاطفية شكلت مجموعة من قناعاته وآرائه حول المرأة، وهي لا تخلو إلى حد كبير من القسوة والريبة والشك، ويقول قريبه عامر العقاد في مسألة عدم زواج الأديب الكبير بأنه «عندما أراد الزواج لم يجد الوسيلة، وحين توفرت الوسيلة انعدمت الإرادة»، وعزوبية أديبنا الكبير أسهمت في ظهور الكثير من الحكايات والشائعات حول بعض غرامياته، ويروي كتاب «مدرسة الديوان» قصة حب عاشها العقاد، وهو في الخمسين من عمره، فلقد أحب فتاة سمراء في العشرين من عمرها أشعلت في حياة العقاد شعلة الحب، لكن العقاد لم ينعم طويلا بهذا الحب، فلقد خطفت سمراءَه الأضواءُ لتصبح نجمة سينمائية، وفشلت كل محاولات العقاد في إقناعها بالبقاء إلى جواره.

أما الأديب اللبناني الكبير جبران خليل جبران، فيصفه الناقد ناجي علوش بأنه رغم تعدد علاقاته لم يكن متهتكا أو منحلا، فهو لم يبتذل ولم يفحش، ويقول جبران عن علاقاته بعاشقاته: «إنني مدين لكل حب أحببنه، وعطف أبدينه نحوي، غير أنهن يرينني أحسن مما أنا، إنهن يحببن فيّ الشاعر والرسام، ويتمنين لو يملكن شيئا منه، أما نفسي فإنهن لا يرينها، ولا يعرفنها، ولا يحببنها»

ورغم أن النقاد يسهبون في علاقات السياب الغرامية المبكرة في قريته «جيكور» مع «وفيقة»، ثم مع راعية الأغنام، التي أطلق عليها الشاعر اسم «هويل»، نجد الشاعر العراقي بدر شاكر السياب يعترف في رسالة بعث بها إلى أحد أصدقائه جاء فيها: «مرت السنون وأنا أهفو إلى الحب، ولكني لم أنل منه شيئا، ولم أعرفه».

وللشاعر أحمد رامي مذهبه الخاص في علاقته بالمرأة، فهو يتلذذ بعذاباته، وخضوعه، وذله أمام المرأة الحبيبة، فهو القائل:

«عزة جمالك فين

من غير ذليل يهواك»

وهو لا يتبرم، ولا يغضب، ولا يثور، ويستقبل عذاباته منها بالرضا:

«أيام ما كنّا إحنا الاثنين

إنت ظالمني وأنا راضي».

[email protected]