ليسوا مجانين.. ولا زجاجات الشمبانيا التي فرقعت قد امتلأت بالماء. إنهم أعقل العقلاء، وهم بالفعل سعداء جدا. يا ترى لماذا؟
لقد وجدوا نحو 500 كوكب مثل الأرض، تبعد عنا عشرين سنة، أي مسافة طولها 20×365×24×60×60×186 ألف ميل.. هذا إذا فكرنا في السفر إليها.. مستحيل طبعا. فما الذي أسعد العلماء إلى هذه الدرجة؟ أسعدهم أنهم بعد البحث الطويل في رحاب الكون وأعماقه.. غازاته وصخوره الضالة.. قد اهتدوا إلى أكثر من منظومة مثل المنظومة الشمسية.. إننا ننتسب إلى منطقة اسمها «الطريق اللبني»، هذا الطريق به خمسة آلاف مليون نجم كالشمس التي ندور حولها، ونحن لا نزال نفتش جيوب النجوم والكواكب بحثا عن مكان لكي نعيش فيه غدا. والذي كان بالأمس مستحيلا صار اليوم ممكنا.
بعبارة أخرى فالطريق اللبني، أو درب التبانة، الذي نعيش فيه ليس إلا واحدا من ألفي مليون طريق آخر في هذا الكون. السؤال المعقول: هل يا ترى توجد أكوان أخرى غير هذا الكون الذي نعرفه والذي ظهر منذ 13 ألف مليون سنة؟ الجواب: نعم.. فهناك ألوف ملايين الأكوان التي لا نعرفها.
والسبب أن قدرة الله لا نهاية لها، ولا أول لها ولا آخر. فما الذي أسعدنا هكذا؟ أسعدنا أننا نريد أن نعرف، ولو لم تكن لهذه المعرفة أي فائدة. فكما أن صفة العين أن ترى، والأذن أن تسمع، والأصابع أن تلمس وتمسك، فطبيعة العقل أن يعرف، وأن يعرف ما وراء المعرفة، وأن يظل هكذا ولو لم تكن هناك أي فائدة عملية.
العلماء أسعدهم جدا أن تكون هذه النظم التي كشفوا عنها من الحجارة وليست من الغاز، وأنها في منطقة لا هي باردة فتجعل كل شيء جليدا، ولا هي ملتهبة فتجعل كل شيء غازا - أي تستحيل فيها الحياة.. لكن العلماء قالوا إن السبب ليس معروفا لديهم الآن.. فقد وجدوا هذه المناطق النائية صالحة للحياة الإنسانية الآن.. لكن كيف الوصول إليها؟ يجب أن ننتظر كما انتظرنا الوصول إلى القمر والكواكب الأخرى.. اصبر!