حرام والله حرام!

TT

متفائل؟ لا والله متشائم. منذ متى؟ منذ عشرات السنين. والآن؟ أكثر تشاؤما بمصير الشعب الفلسطيني. كلما خطا خطوة أسرع اليهود وحفروا الأرض وراءه وأمامه وأحاطته أميركا بسحب من الضباب. والحل؟ لا أحد يعرف. فالشعب الفلسطيني على يقين من أن الأرض التي استولى عليها اليهود والتي سوف يُستولى عليها ضاعت إلى الأبد. والقانون؟ إسرائيل ليس لها قانون. والقانون الدولي؟ ليس لإسرائيل، وإنما للعالم كله إلا هي. وأميركا وراء إسرائيل أو أمام إسرائيل تهديها. وتستهديها وبس؟ وبس!

سفير إسرائيل في القاهرة لفنانون قال لي: انتم واجعين دماغكم مع فلسطين. اتركوها وانصرفوا لحالكم وانشغلوا بقضاياكم. وإيه رأيك؟ رأيي أن هذا مستحيل، إنها قضية كل العرب. ونحن نبذل أقصى ما نستطيع بالقانون وبالرأي العام وبإحراج أميركا أمام الدنيا. أما إسرائيل فلا استطاع أحد أن يحرجها ولا استطاع أحد أن يعصي لها أمرا. لقد بدأ الضغط على الرئيس أوباما.. فقد أمضى نصف الفترة الرئاسية وسوف يبدأ بالدعاية الانتخابية. وفي هذه الفترة سوف يلتقي القوى الصهيونية التي ترصده، حتى يمشي في السيرك السياسي فلا يصبح لاعبا دائما يتجه حيث يريد اليهود.

هذا كلام قديم! نعم، قديم ولكنه القديم الذي يتجدد ويتمدد على أفاعي وأغصان الزيتون. وقد رأينا كيف أن كل الكلام الحلو الذي قاله أوباما لا صار كلاما ولا صار حلوا.

حرام ما أصاب الشعب الفلسطيني وما ينتظره من أهوال..

قال لي سفير إسرائيل لدى مصر إنه مستعد أن يدفع من جيبه ثمن رحلة أي صحافي إلى إسرائيل ذهابا وإيابا ليتأكد بنفسه أن الاستيطان قد توقف نهائيا! لا أظن أنه كان جادا وإنما كان يمزح. وهو يخلط الجد بالمزح فلا نعرف إن كان رآك عبيطا أو مسطولا.

نتنياهو يريد فلسطين أولا أن تعترف بإسرائيل دولة، وإسرائيل دولة يهودية، أي لليهود فقط. لا عرب سوف يبقون فيها ولا عرب سوف يعودون إليها. وتبقى آخر الخطوات وهي أن تصبح فلسطين دولة في مجلس الأمن قادرة على الشكوى وفضح إسرائيل. ووعدتها أميركا بمساندتها؟ ولأن إسرائيل هي الحاوي في هذه اللعبة فلا بد أنها تخفي مشكلات وعقدا وقضايا لكل خطوة تتقدم بها فلسطين، وخصوصا إذا كانت تساندها أميركا.

الدموع في عيني أبو مازن تحت المنظار يمسكها حتى لا يُفضح، ويده في جيبه حتى لا يقوم من مقعده ويخنق نتنياهو وليكن ما يكون، فلن يكون أسوأ مما هو كائن!

حرام والله حرام!