حبي الأول والأخير

TT

تدل الإحصائيات التي نشرت أخيرا أن: الرجل البريطاني العادي يرمي من القمامة ما يعادل وزنه خمس مرات، بينما يرمي الأميركي ما يعادل وزنه عشر مرات.

ولا أدرى ما هو المقدار الذي يرميه الرجل الخليجي بما يعادل أضعاف أضعاف وزنه من القمامة؟!

***

لا أعلم هل من روى لي تلك الحادثة هو صادق فيما يرويه، أم أنها حادثة من خياله؟!

ولكنه يقول: إن هناك طفلا أتى لأمه راكضا يصيح بها: ماما، ماما، أسرعي الحقي، هناك رجل في غرفة الطعام يقبّل الخادمة.

فارتبكت الأم وهبّت واقفة، وخطفت عصا المكنسة متسلحة بها تريد أن تذهب لتعرف من هو ذلك الشخص الغريب، فوقف بوجهها الطفل قائلا لها بكل براءة وهو يصفق بيديه: هيه ضحكت عليكِ، إنها كذبة أبريل يا ماما، فالرجل ليس غريبا، إنه بابا.

***

كثيرا ما تساءلت بيني وبين نفسي: هل أنا مؤدب بما فيه الكفاية؟!، بل إني تجاوزت ذلك إلى سؤال بعض من (أمون) عليهم، فبعضهم قالوا لي إنك مؤدب إلى درجة البلادة، وبعضهم على النقيض من ذلك عندما قالوا: إنك قليل الأدب إلى درجة الوقاحة، بل إن أحدهم قال لي بالفم المليان: إنك فاجر، واعتقدت أنه يقول لي: إنني فاخر، وعندما شكرته على نعتي بهذه الصفة، صدمني قائلا إنها (بالجيم) يا مغفل وليست (بالخاء)، وهذا هو ما أعنيه.

لا حول ولا قوة إلا بالله، كيف إذن أوطن نفسي على السلوك الحسن؟!، كيف أرضي الناس، وأنا رغم هذا الجهد الجهيد لم أستطع أن أرضي نفسي وأروضها على الاستقامة؟!

فعلا إنها والله لمصيبة، لا يعرف فداحتها إلا من اكتوى بنيرانها.

وبدأت أضيق ذرعا من القرن الواحد والعشرين وكل من فيه، متمنيا لو أن ربي قد خلقني وأوجدني بالقرن الثامن عشر، وهو القرن المفعم (بالرومانسية) حيث العلاقات الاجتماعية الحنونة التي يتعاطاها العشاق تحت أضواء الشموع، وحيث رقصات (الفالس)، وتقبيل أطراف الأصابع، وقرع الكؤوس، والمبارزة بالسيوف إلى درجة الموت من أجل الظفر بحسناء مجدولة الشعر وناهدة الصدر ومورّدة الخد، والتي تلبس في قدمها اليمنى فردة حذاء بيضاء، فيما قدمها اليسرى حافية عريانة (كسندريلا) التي هي حبي الأول والأخير في الدنيا والآخرة معا.

اعذروني فهي مجرد أحلام عصافير، في ليلة عز عليّ فيها النوم، وعز السهر.

[email protected]