براءة الأمانة!

TT

نفضت أمانة جدة مسؤوليتها عن نظافة المدينة، وأعلنت عبر موقعها على «الإنترنت» براءتها من تدني مستوى النظافة في المدينة، فأراحت نفسها من عناء اللوم والنقد وشكاوى الناس، وألقت بتبعات ذلك على رأس السكان، مرجعة أسباب تدني مستوى النظافة في بعض مناطق المدينة إلى جملة من الأسباب هي:

- «انخفاض مستوى ثقافة السكان».

وأنا بدوري أحمل وزارة الثقافة، باعتبارها المعنية بالشأن الثقافي، مسؤولية أن تسارع بتوجيه النادي الأدبي، وجمعية الثقافة، وغيرهما من المراكز الثقافية - إن وجدت - بالتوقف عن نشاطاتها المتصلة بالنقد والقصة والرواية والشعر، والتركيز على رفع مستوى ثقافة السكان في ما يتصل بالنظافة، وعليها أن تبدأ من حي «الكرنتينة» جنوبا، وصولا إلى تخوم «ذهبان».

- «النمو السكاني الذي فاق كل ما بنيت عليه الدراسة من جانب مقاولي النظافة».

وهنا نقول للأمانة: ما ذنبنا نحن سكان جدة إذا كانت الدراسات التي يقوم بها مقاولو النظافة «فشنك»؟ ومنذ متى يقوم المقاولون بالدراسات، وهي التي يفترض أن تكون من اختصاصات الأمانة؟

- «انتشار سلوكيات سلبية من جانب بعض السكان ممثلة في ظاهرة الافتراش وما ينتج عنها من آثار سلبية تؤثر على مستوى نظافة مدينة جدة».

والحق أنني لم أفهم هذه النقطة المسماة «ظاهرة الافتراش»، فلقد تعودت أن أسمعها مرادفة لمعوقات سير الحجيج في المشاعر، فكيف انتقلت إلى جدة؟ الله أعلم.

- «الرمي العشوائي للنفايات خارج الحاويات المنتشرة في كل أرجاء مدينة جدة».

وهذه النقطة تشبه مشكلة التصويب في المرمى، وسيكتسب السكان مهارته مع الزمن.

- «ما يقوم به البعض من نبش للحاويات بشكل واضح للعيان».

إذا كانت الأمانة لم تستطع حماية حاوياتها بجهاز مفتشيها أو بتعاونها مع الأجهزة ذات العلاقة، فهل على سكان الحي أن ينجحوا في ما عجز عنه مفتشو الأمانة ورجال الدوريات؟!

- «تجميع الكراتين والخبز ورمي مخلفات البناء والترميم في البرحات».

ونحن نقول: غابت الأمانة عن هذه المواقع فحدث ما حدث، ولا يلام في الأمر سوى الأمانة ذاتها.

وباختصار؛ إن منهج إلقاء المسؤولية على السكان الذي بدأته أمانة جدة من أسهل وأسرع وأيسر المناهج، فكل ما عليك فيه أن تلقي بأخطائك على رأس السكان، وتنعم بالبراءة والأمان.

[email protected]