لا فرق بين أوباما وبوش الابن!

TT

هل انتهت الحروب الأميركية في الشرق الأوسط.. وأيقنت أميركا أن كل الشرق الأوسط لن يعود إلى ما كان عليه؟

فهي قد فتتت العراق تماما، والناس تترحم على أيام صدام حسين. ولبنان أضعف من أن تتفرغ له أميركا وإسرائيل ليزداد ضعفا وتمزقا. وفلسطين التعيسة بعد سنوات سوف تصبح فيها غزة دولة فارسية على حدود مصر وإسرائيل. وكانت أميركا قد قدمت «العراق» لإيران على طبق من ذهب.. وبذلك تطل إيران على الخليج وعلى البحر الأبيض، وتقيم أركان الدولة الفارسية الشيعية في مواجهة الدول السنية الممزقة. والسودان هو الآخر نصفه زنجي مستقل عن نصفه العربي، وكذلك سوف تنفصل دارفور. واليمن تلعب به «القاعدة» ويظهر لها جيش جديد.. تضرب اليمن في القلب وغدا في المعدة. والصومال ملقى في الطريق. ونحاول في مصر أن نبتر الفتن الطائفية، ولكن هذه الفتن أضعف من التماسك الشعبي القوي. وتحاول أميركا إثارة الناس الطيبين من أهل النوبة وتنفخ فيهم لعلهم يطالبون بالاستقلال عن مصر، وتحاول أن تطبل وتزمر لكبريائهم ولتوسيع جروحهم. ولكن النوبيين المصريين مصريون أولا ونوبيون ثانيا. وأميركا تلعب ببعضهم في المهجر، ولكن صداهم يموت على حدود مصر. ولن تسكت أميركا. والهدف أن لا يكون في الشرق الأوسط دولة تستطيع أن توقف إسرائيل وأطماعها التي لا تنتهي. والدول العربية الباقية سوف تحرك شمالها على جنوبها وشرقها على غربها، أو تحتل أراضيها وتكتفي بقواعد عسكرية جبارة. فهل انتهت حروب الرجل الطيب باراك أوباما؟ لن تنتهي، فليست الحروب على كيفه ومزاجه. إنها سياسة دولة لا بد من تنفيذها، وسوف تساعدها إسرائيل في كل خطوة ما دامت أميركا تزودها بأحدث الأسلحة التي تخيف بها العرب. وهكذا تزول الفوارق بين كل رؤساء أميركا، فهم أميركان أولا وقبل أي شيء آخر بعد ذلك.. يحتضنون، يقبلون، يعدون بلغة إنجليزية رقيقة لأهداف سياسية خطيرة. ولم ينته دور أوباما، ولكي ينجح في الانتخابات المقبلة كما يتمنى، فلا بد من أن يدفع الثمن، والثمن تتقاضاه إسرائيل من الشرق الأوسط. فليس صحيحا - مثلا - أن أميركا تعادي إيران.

إن المفاوضات لم تنته، فهي التي تشجعها على الاستيلاء على غزة ومحاربة السنة وقيام الإمبراطورية الفارسية.

غلطتنا أننا نسينا أن أوباما سواء كان مسلما أو يهوديا فهو أميركي أولا. وهو لا يحكم بعقله؛ وإنما يطبق السياسة الأميركية العسكرية التوسعية الاستعمارية، وإلا سقط في الانتخابات.. وإلا قتلوه. فهو لا يستطيع أن يقاوم كل وسائل الإعلام والصحافة والبورصة التي يسيطر عليها اليهود.

لم تنته الحرب، ولم يكمل أوباما مهمته بعد، ولم يعط إسرائيل ما يرضيها بعد وقف حال القضية الفلسطينية وكل الدول العربية حتى تصبح رمادا. وهو قد شرع، ونحن نئن تحت كل هذه الضغوط. والحرب دوارة لم تخمد لها نار وشرار ضد الاستقرار والاستمرار.