ينبوع الشباب الدائم!

TT

من مئات السنين يحلم الناس بشيئين: أن يجدوا طريقة تتحول فيها كل المواد والمعادن إلى ذهب..

والحلم الثاني أن يجدوا ينبوع الشباب الدائم..

أما الذهب فقد حاول الفلاسفة والعلماء أن يحتالوا على القارئ بالنار، بأن يجعلوها تحول معادن أخرى إلى ذهب. وقد تخيلوا أن الإنسان ما دام عاجزا، فلا بد أن العفاريت تستطيع. وفي ألف ليلة وليلة محاولات كثيرة. ولكن صعب الأمر عليهم واحتفظت المعادن بهويتها. وظل الذهب حلما بعيد المنال..

أما ينبوع الشباب الدائم.. الشباب إلى الأبد، فقد استطاع الإنسان، إن لم يكن قد بلغه تماما، أن يقترب منه.. والشباب سوف يجيء عن طريق الطعام والرياضة وراحة البال. وقد حاول الحكماء أن يجدوا الوصفة السعيدة أو الوصفة الذهبية.. أي أن يجدوا الوصفة السحرية بالأكل والشرب والفرفشة، وطالت أعمار الكثيرين. وفي الأسبوع الماضي توفيت سيدة فرنسية عن 125 عاما. فهل يستطيع الإنسان أن يبلغ سن السلاحف؟، فبعضها يعيش إلى خمسة قرون.

وكان الطريق سهلا. وذلك بأن استطاع الإنسان عن طريق تحديد نسب السعرات الحرارية في الفاكهة واللحوم والخبز، والرياضة، أن يبلغ مرحلة متأخرة من العمر. كأن يزيد عمره عن المتوسط بعشر سنوات. وقد حاول العلماء في المعامل مع الفئران والضفادع وذبابة الفاكهة أن يطيلوا أعمارها عشرات السنين. وحاولوا أن يطبقوا على الإنسان ما نجحوا في تطبيقه على الحيوان. فما هي الوصفة السحرية لطول العمر والشباب؟. فمن سجلات الذين طالت أعمارهم وجدوا أن بعضهم يدخن وبعضهم لا يدخن.. وبعضهم يأكل الزبادي ولكنهم جميعا يشربون النبيذ الأحمر ويتريضون ولا يأكلون الأطعمة الأخرى.. ثم إنهم ينامون سبع ساعات يوميا على الأقل..

والله العظيم كل شيء ممكن إلا حكاية السبع ساعات نوم كل يوم. كل يوم؟! إن السبع ساعات من النوم هي كل سبعة أو عشرة أيام؟!

ويطير النوم من عيون الناس إذا فكروا في المرض، فلا ينتظم لهم طعام أو شراب. ويطير النوم مرة أخرى يأسا من العثور على ينبوع الشباب الدائم!