هل العلاقات السورية - اللبنانية بخير؟

TT

ما زالت أجواء الترقب كبيرة لما سيؤول إليه الوضع في لبنان، وخصوصا العلاقة السورية - اللبنانية، إلا أن اللافت هو حجم التسريبات الصحافية في الصحف المحسوبة على حزب الله وسورية في لبنان، ومن أبرزها صحيفة «الأخبار»، التي نشرت تقارير لصحافيين كتبوا قصصهم من دمشق، وسربوا معلومات، بل وتعليمات سورية للبنان، وسعد الحريري بشكل غير مسبوق.

اللافت أنه لا يوجد نفي سوري حتى الآن لتلك المعلومات، وقد يكون من المفيد هنا نقل بعض تلك التصريحات ليقف القارئ العربي بنفسه على كيفية سير الأمور في لبنان، والتمعن في اللغة المستخدمة في الأزمة، عل ذلك أن يساعد على معرفة العقلية التي تدار بها الأمور، داخليا أو خارجيا، في لبنان، وبالتالي معرفة ما إذا كانت العلاقات السورية - اللبنانية بخير أم لا!

وإليكم مقتطفات مما نشرته صحيفة «الأخبار» اللبنانية على مدى أيام، على لسان من وصفتهم بالمصادر السورية:

- إن «عدم ارتياح القيادة السورية لكون الحريري يظل متوترا خلال وجوده في دمشق، وأن الصورة الحقيقية لموقفه تكون واضحة أمام الرئيس الأسد الذي يوصف في دمشق بقارئ العيون».

- الحريري دائما جامد في دمشق: «لم يوحِ بالصدق، لم تبتسم عيناه، لم يتغير شحوب وجهه فور وطئه الأراضي السورية، والأهم أنه لم يشعر بأن سورية بلده الثاني».

- يقول مصدر سوري مسؤول لا بد من تغيير جذري في لبنان، يصالح اللبنانيين مع فيروز والسوريين مع لبنان. والمقصود بالتغيير الجذري تغيير مكان سعد الحريري باعتباره العقبة الوحيدة أمام مصالحة كهذه، في التركيبة اللبنانية القائمة.

- تلفت المصادر السورية المسؤولة إلى أن ما على الحريري القيام به واضح للغاية وأبرزه:

التزام الحريري بقواعد اللعبة والإقرار بأنه لا يمكن لأحد، بما في ذلك هو شخصيا، تجاوز الخطوط الحمراء. يمكن للحريري أن يناقش في تعديل الاتفاقيات مع سورية، وأن يطالب بكرسي نيابي هنا وآخر هناك، وأن يطلب دعما لتبديل حقيبة وزارية بأخرى، لكن ممنوع عليه على الإطلاق التفكير في أن يطلب من سورية مشاركته في طعن حزب الله بالسيف الذي استخدمه مع فريقه لطعنها به. وإذا أدرك الحريري هذا الأمر، فعليه رفع الغطاء عن المحكمة الدولية التي تسعى إلى النيل من المقاومة، والقيام بخطوات عملية لإلغاء المحكمة.

- على الحريري أن يعرف أن سورية العلمانية تختلف في كثير من الأمور مع حزب الله؛ بوصفه حزبا لديه خلفية عقائدية ذات بعد ديني، لكنّ موقف سورية من المقاومة ودعمها بكل الأشكال مرتبط بمصير المنطقة. وحتى تحرير الجولان السورية المحتلة ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لا يمكن لأحد أن يناقش سورية في العلاقة مع المقاومة.

- على الحريري المبادرة إلى خطوات إيجابية تجاه سورية من خلال اللجوء إلى خطوات إزاء الفريق اللصيق به، الذي سبّب مآسي السنوات الماضية، وننصحه بافتتاح جمعية خيرية لمستشاريه في مرحلة التوتر بين قريطم ودمشق، وأن يأتي لنفسه بمستشارين جدد، أمنيين وسياسيين وإعلاميين.

والسؤال الآن هو: هل العلاقات بخير فعلا؟

[email protected]