الأفيال البيضاء من أجل الملك!

TT

الفيل هو الحيوان الوحيد الذي له أربع ركب، وهو أيضا الوحيد الذي من الممكن أن يبقى وحده ساعات وأياما دون أن يشكو أو يقلق على الأنثى: زوجته أو ابنته. وسعادة الفيل واضحة إذا كانت التي إلى جواره هي ابنته وليست زوجته.. وعندما تحاول الزوجة أن تقترب من ابنتها فإن الفيل الأب يردها بعنف.

وفى الشرق هناك الفيل الأبيض، وهو في الحقيقة ليس أبيض ولكنه رمادي، وهذا الفيل يرونه مقدسا. والقانون في تايلاند يحتم أن يذهب الفيل الأبيض إلى الملك.

ويقال إنه في سنة 1767 شعر ملك بورما بالغيرة من هذه المجموعة الهائلة من الفيلة البيضاء، فحشد جيشه وهاجم مملكة الفيل الأبيض واستولى عليها!

والذين يستخدمون الفيلة في السيرك، عندما تصاب هذه الأفيال تكون خسارتهم فادحة؛ لأنهم قد دربوا هذه الحيوانات وأنفقوا عليها مالا كثيرا.. ولذلك يطلبون تعويضات يراها الناس غير معقولة. ولكنها ليست تعويضات عن (حياة) فيل.. وإنما عن تجارب طويلة خاضها هذا الفيل في سنوات حتى يصير نجما من نجوم السيرك يجمع الأطفال وآباءهم حوله.

وفي كتاب لعالِم الحيوان البروفسور هارنو هايز اسمه «آخر مكان على الأرض» يقول إنه اكتشف أن الفيل يدري تماما بالذي يراد به.. أن يقتلوه أو يذبحوه أو يبيعوه، ولذلك إذا أحست الأفيال أن الإنسان يصيدها لجلدها وأنيابها الأبنوس التي يبيعها، ويقتل الحيوان ليكدسها، فإننا كثيرا ما شاهدنا هجوما هائلا من الفيلة على المخازن التي وضع فيها التجار أنياب الفيلة التي سوف تباع إلى أوروبا وأميركا. وجاءت الفيلة وحطمت هذه الأنياب كلها وألقت بها في النهر ودفنتها في الأرض في أماكن عميقة جدا.

وحدث كثيرا أن هاجمت الفيلة بعض الصيادين الذين يعاملونها بقسوة.. هاجموها حتى الموت.. وهم يستدلون عليها برائحتها.