وكانت آخر كلماتهم!

TT

الكلمات الأخيرة للذين ماتوا لها دلالة خاصة.. وأحيانا تكون غامضة. أو أحيانا يشعر الإنسان بأنه مخدوع.. أو بأنه أخطأ كثيرا وأن الله سوف يغفر له. والشاعر الألماني غوته كان يقول سوف أدخل الجنة. لأن دخول الجنة إحدى قدرات الله المطلقة.

وكان الشاعر الألماني غوته قبل أن يموت قال: مزيدا من النور.. افتحوا النوافذ حتى أموت في هواء منعش.

وعندما مات يوليوس قيصر قال: حتى أنت يا بروتس - فهو صديقه الذي لم يتوقع أن يكون خائنا!

والرسام ترنر وهو على فراش الموت أشار إلى النوافذ وقال: افتحوها، فالشمس هي الله.

والملكة إليزابيث الأولى كانت آخر كلماتها: كل ما أملك مقابل دقيقة واحدة من الحياة!

ويقال إن الملك جورج الخامس فتح عينيه ثم قال: كيف حال الإمبراطورية؟!

الملك تشارلز الثاني قال عن عشيقته نيللي جوين: لا تتركوا هذه المسكينة تتضور جوعا.

ويقال إن زعيمنا سعد زغلول قال: مفيش فايدة!

ويجوز أنه لم يقلها.. ولكن لا فائدة من الأطباء والدواء، فقد جاء الموت. وانتهى كل شيء.

أستاذنا العقاد يقول أقرباؤه إنه كان يبتسم وهو يقول: قولوا لمولانا أنيس غدا إن شاء الله..

فقد كنا قد اتفقنا على أن يتولى الأستاذ العقاد شرح القرآن الكريم بصورة حديثة، وأنه سوف يبدأ بسورة «الرحمن». ولم يمهله الموت.

والذين شاهدوا طه حسين وجدوه يبتسم ولم يقل كلمة واحدة!

والذين شاهدوا الموسيقار عبد الوهاب قالوا إنه لم يتكلم، ولكن أصابعه لم تتوقف كأنه لا يزال يعزف على العود.

ويقال إن الفنان عبد الحليم حافظ كانت آخر كلماته: أنا في طريقي إليك يا أمي..

ويقال إن الفنانة تحية كاريوكا قالت: كلهم في المستشفى!

فقد كانت تحية كاريوكا تعطف على صغار وفقراء الفنانين.. تعطيهم من مالها ومن مساعدات الآخرين وتذهب بهم إلى المستشفيات. وفي المستشفيات تطلب أن يكون علاجهم مجانا، فقد عاشت من أجلهم، ولما ماتت لم تنسهم!