ليس لدى أعظم العلماء إلا جواب واحد: الله أعلم!

TT

السماء قد امتلأت بالعدسات التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا في الطول والعرض والوزن. هذه العدسات مركبة في مراصد تدور حول الأرض وعلى مسافات مختلفة. ولا يزال مرصد (هابل) هو أكبر المراصد اكتشافا لأعماق الكون.. ولعدد من النجوم والمجرات وأكثر من عشرين ألف كوكب تصلح فيها الحياة. ولكن على مسافات شاهقة.

أقرب هذه الكواكب تبعد عنا نحو عشرين سنة ضوئية، أي يقطعها الضوء بسرعة 186 ألف كيلومتر في الثانية. ولا نعرف اليوم كيف يمكن الوصول إليها. الإجابة عن هذا السؤال قد تكون بعد مائة أو ألف سنة. وكنا فيما مضى نعتقد أن الوصول إلى القمر مستحيل وأن السير فوقه مستحيل؛ لأن سطحه رمل ناعم لا يكاد يدوسه الإنسان حتى يختفي في أعماقه.. أو أن سطحه جليدي تستحيل الحياة عليه.

وآخر ما اهتدى إليه المرصد هابل الذي وجه العلماء عدساته الجبارة إلى أعماق الفضاء هو الطريق اللبني الذي تكون عند طفولة الكون.. أي بالضبط بعد الانفجار العظيم بألف مليون سنة.. أي أنه يبعد عنا نحو 12 ألف مليون سنة ضوئية.

وقد تأكد الأستاذ نيكول، من معهد الفيزياء الفضائية في باريس، من صحة ودقة ما اهتدى إليه المرصد الأميركي هابل.. ثم اكتشف المرصد الأوروبي أن هذه الطرق اللبنية مغطاة بالضباب وبسحب من التراب تجعل رؤيتها غير واضحة. وكان الكون في ذلك الوقت قد امتلأ بغاز الهيدروجين. وجمع المعلومات عن هذا المكان من الكون في ذلك الوقت يدلنا على كيفية تكون السدم والطرق اللبنية ومن أية مادة تكون الكون.. وكيف تغيرت هذه المادة. وكيف تكاثرت وتكاثرت في هذه المساحات الهائلة.. وكيف أن الكون كان يتمدد ولا يزال، وبسرعة.. وأن تمدده الآن بسرعة أكبر. وهذا يضيف لنا مشكلة لا نعرف لها حلا وهي: إذا كان هذا الكون منذ ظهوره يتمدد ويتراجع، فإلى أين؟ ومتى يتوقف؟ وهل يتمدد الكون إلى ما لا نهاية؟ أو أن الكون سوف يرتد على نفسه وينكمش ولا يزال ينكمش في ألوف ملايين السنين حتى يصبح الذرة التي تفجرت فكان منها هذا الكون.

وقد تأكد لدى العلماء أن الفراغ الذي ينسحب إليه الكون ليس فارغا ولا فراغ وإنما هناك أكوان أخرى.. ألوف الملايين.. فكم يكون حجم الكون وعمره؟ وهل له نهاية أم أنه بلا نهاية في الزمان والمكان؟ الله أعلم!