البسكوتة التي نسيها الرئيس!

TT

أن تنسى القلم.. أن تنسى المنديل.. أن تنسى مفتاح البيت.. مفتاح السيارة. كل هذا ممكن ويحدث وسوف يحدث.. ولكن أن تنسى «البسكوتة» فهذه أكبر كارثة بشرية في العصر الحديث.

و«البسكوتة» هو الاسم الشفري للكارت الذي يحمله الرئيس الأميركي وفيه كل الأرقام السرية لإطلاق الصواريخ النووية في ثانية واحدة. وقد نسي الرئيس الأميركي كلينتون «البسكوتة» عدة شهور. ولا يعرف أين وضعها.. ولا آخر مرة رآها.. وأن تقع «البسكوتة» في أيدي جواسيس الصين أو روسيا فهي مصيبة المصائب.

وجاء رجال المخابرات والمباحث يقلبون كل ورقة وكل منديل وقميص في البيت الأبيض بحثا عن «البسكوتة». لم يجدوها. راح الرئيس كلينتون يجهد دماغه ويعتصره. لم يجدها. ولا أمل. وأخيرا وجدوها في ملابسه التي سوف تذهب إلى المغسلة والمكواة. وقد حدث أن نسيها قبله الرئيس كارتر.. وكان نفس الفزع الذي تولى كل جنرالات البنتاغون..

الصورة هكذا: أقوى رجل في العالم نسي مفاتيح أقوى أسلحة دمار شامل في التاريخ. وهذا الرجل يحتاج إلى ثانية أو أقل فتنطلق رؤوس نووية إلى أهدافها.. ثم إن هناك كارتا آخر لإطلاق صواريخ انتقامية. كل ذلك يتم في لحظات. لحظات وتكون الدنيا قد خربت في أميركا ودول أخرى..

حدث ذلك سنة 1998..

ولم يجد الأميركيون طريقة أخرى حتى لا تضيع «البسكوتة».. فهم يريدونها أن تكون أقرب شيء إليه. حتى لا يضيع الوقت بحثا عنها. لأن الموقف في غاية الخطورة. وثانية أو ثانيتان من الممكن أن يكون فيهما دمار الدنيا. ولذلك من الممكن أن ينساها الرئيس وأن تضيع منه. والباقي لا نعرفه!

ولذلك ليس مسموحا للرئيس الأميركي أن يأخذ حبوبا منومة.. وإذا حدث يجب أن يبلغ البنتاغون بأنه سوف ينام ساعة أو ساعتين.. وإن كان رجال الحرب يتمنون ألا ينام الرئيس وأن يظل مثل أبو الهول حارسا للرمال!