أيكم الجزمة وأيكم الكاتب؟!

TT

نقول: على الجزمة..

أي أن هذا شيء تافه. وأن الذي حدث يستحق أن ندوسه بالجزمة. والجزمة هي أكثر الأشياء تعرضا لتراب الأرض. ولذلك هي الأكثر تلوثا. وكل ما يتصل بها مدعاة للسخرية!

ولما وجدت في جامعة السوربون تمثالا لأحد ملوك أو علماء فرنسا وقف وقد وضع جزمته على أحد ملوك مصر, منظر غريب عجيب لا يمكن السكوت عليه! سألت. فقيل إن الجزمة في فرنسا لا تلقى الاحتقار الذي يصيبها في مصر. وإن هذا التمثال معناه أن العالم الأثري قد تمكن تماما من معرفة كل شيء عن الملك الفرعوني. فالجزمة هنا دليل على القوة وخضوع كل شيء له. وليس معناها احتقار أو ازدراء هذه الشخصية.

وعندما رأوا بابا نويل يمر على الأطفال يوزع عليهم هدايا عيد الميلاد، كانت كل الهدايا في جزمة بابا نويل..

ويعلقون الجزمة في السيارة وفي البيت حبا لها وتفاؤلا بها..

وفي مصر يعلقون الجزمة في السيارة لمنع الحسد وأكثر من جزمة لمواجهة أكثر من عين.. وأحيانا يضعون الشبشب بدلا من الجزمة ويقولون: إننا نشبشب لهم.. أي يستخدمون الشبشب كدرع واق من عين الحسود..

ولما قلت للأستاذ توفيق الحكيم مداعبا: يجب أن تعلق جزمة من الشباك أو النجفة أو في مفاتيح البيت. قال الحكيم: بل يجب أن يعلقوني أنا.. حتى أكون عبرة لكل الناس.. أو لكل من يفكر أن يكون كاتبا. وأنت بعدد كتبك يجب أن يكون عندك أحذية معلقة، وأنصح أن تكون معلقة في رقبتك حتى يحتار الناس في معرفة أيكم الجزمة وأيكم الكاتب!