الذي كان أكثر الرؤساء أناقة!

TT

الرئيس السادات من ألطف الشخصيات التي لقيتها، فهو ظريف وابن بلد وابن نكتة، هذا إذا كان قد فرغ من عمله، وفي الوقت نفسه قرر ألا يفكر إلا في النوم. وتجيء مواعيد التريض والاستحمام والتدليك والنوم، ثم يتناول وجبة هي الإفطار أو الغداء أو العشاء. إنها وجبة واحدة في اليوم.

الوجبة عبارة عن قطعة لحم مشوية وسلطة خضراء وقطع من الخبز عليها جبنة خرجت من الفرن لتوها وعصير برتقال.

قلت للرئيس السادات: هل آخر صبرك يا ريس هذه الوجبة المتواضعة..

فقال: جرى إيه يا أنيس يا أخي أنا مبسوط كده.. والناس بتقول إن السادات يلتهم ديكا روميا في الصباح ومثله في الغداء وضعف هذه الكمية في المساء هاهاها.. أين أضع هذه الكميات الهائلة؟!

وفي يوم كنا مشغولين جدا. وكان الرئيس تعرض لقضايا سياسية معقدة.. وأنا أتابعه. لعلي أكتب أهم ما قال. وفجأة قال لي: يا أنيس

نعم يا ريس..

الله انت ما شفتش جزمتي الجديدة..

لم أستطع أن أرفع عيني عنها يا ريس.. (والحقيقة أنني لم أرها)!

فعاد يقول: يعني عاجباك؟

جدا يا ريس!

وقام السادات وراح يلف ويدور فرحا بجزمته الجديدة التي لم أرفع عيني عنها مفتونا بها..

وكان السادات رجلا أنيقا. حريصا على ترتيب ملابسه كلها. ولا بد أن يكون الترزي موجودا. وأعتقد أن البذلة العسكرية التي ارتداها في آخر عرض عسكري قد احتاجت إلى وقت طويل. وقد حضرت جزءا من استعراض الرئيس لها.. وقد طلب تعديلا في الكم والرقبة. وأن الوسط ليس دقيقا، وأن البنطلون يجب أن يتدلى على حريته.. وفي مثل هذه الأحوال يقوم السادات بالوقوف والجلوس يعرض ملابسه الجديدة ليرى إن كانت فيها عيوب، والحقيقة أنها بلا عيوب. وقد سألني عن بدلته فقلت: جميلة والله يا ريس.

والحقيقة هذه المرة أنني رأيتها. ولا يجد السادات حرجا في خلع ملابسه، وقد نشرت له الصحف صورا وهو يحلق لحيته وفي نصف ملابسه. وقد تضايقت السيدة جيهان السادات من هذه الصور، وقلت لها إن الصحف الأميركية نشرت صورا للرئيس ريجان بعد إجراء عملية جراحية. والسبب ألا يظن الناس أنه متمارض.. أي أنه مرض سياسي هربا من قضية أو من موقف!

وكذلك نشرنا صورا للرئيس عبد الناصر وهو يغير ملابسه في غرفة العمليات. أي مثل أي واحد من رعاياه.. فهو إنسان عادي..