اعترافات غير مقبولة للرئيس بوش!

TT

اعترافات الرئيس بوش الابن لم تكن كما كان يتوقعها المواطنون. فأهم انطباع أراد أن يتركه عند القراء هو أنه إنسان متدين جدا.. وأنه قريب من الله لدرجة أنه يكاد يسمعه يدعوه لأن يفعل هذا ويترك ذاك. فقد اعترف خمس عشرة مرة عند القساوسة. وأنه شديد الاهتمام بكل شيء.. بقرار الحرب صباحا ومساء. وبقرار العدوان على العراق لتخليصه من صدام حسين. أما الفشل الكبير فهو أنه لم يجد لدى صدام أسلحة الدمار الشامل التي دفعته إلى غزو العراق وإسالة الدماء وإسقاط صدام الذي رأى في سقوطه إنقاذا لسمعة أميركا وأمانا لها في الشرق الأوسط..

ولا يقل أهمية عن كل هذه القرارات القرار الذي اتخذه ليكف عن إدمان الخمر!

وأوضح ما جاء في كتابه «قرارات حاسمة» أو «اعترافات كاملة». أن زوجته كانت لها سلطة قوية جدا على قرارات الرئيس الشخصية والدولية.

ومما يكشف عنه الكتاب أن الرئيس بوش رجل متفائل جدا وفي نفس الوقت معلوماته قليلة. في كل شيء. وهي غلطة مستشاريه.. وهو يعترف بأنهم لم يقدموا له معلومات كافية في كثير من القضايا المصيرية!

واعترف بفشله في معالجة الآثار المدمرة للإعصار «كاترينا». لم يتحرك بالسرعة الواجبة.

ولم يجد حرجا في أن يقول: غلطتي أنني فعلت وغلطتي أنني لم أفعل. وغلطتي أنني سكت عن الغلط الذي أودى بسمعتي في كثير من المناسبات التي احتاجت إلى قرارات سريعة حاسمة..

ويبدو أن نفوذ زوجته لورا لا يقل خطورة عن نفوذ زوجة الرئيس ريغان التي حشرته في عالم الأرواح والأشباح والجن والعرافين من هولندا وغيرها. ولكن الرئيس ريغان يعتبر من أعظم رؤساء أميركا.

وأكثر العبارات انتشارا في الكتاب: «أنا غلطان».. ولكن هذه الاعترافات لا تدخله التاريخ من باب حسن السلوك والسيرة الطيبة.. وإنما تخرجه من زمرة الرؤساء العظام في حكم أميركا!