إلى «أبو عمار.. حاضرا»

TT

السلام عليك يا سيدي وسيد الزمن الفلسطيني، وأنت في وطنك الملائكي، أرض الغزالة والأرجوان، تحرس حلمنا بفعلك النافذ فينا، وفي وجع البلاد، ما دمنا ننبض بالحياة.

السلام عليك مليكنا، وملاكنا، ومالك فعلنا الصاعد نحو الحرية والكرامة، الثابت على الثابت، الند باقتدار.

السلام عليك أيها السيد العالي وأنت في حضرة الأعلى، يا اسم بلادنا الحركي، يا ماءنا الثقيل، وشجر البلاد الذي لا يرضى بسماء أقل.

السلام عليك اليوم وكل يوم، والسلام عليك حتى ترضى، ولن نرضى حتى ترضى، وأنت فينا القائد المؤسس، والقائد المؤسسة، والمؤسسة القائد، التي تبشر بالحرية الناجزة اللائقة بهذه الفلسطين التي بحجم السماء.

نعم نفتقدك وأنت فينا، ونحن نبحث بين أصابعك عن القرار السحري الذي ينقذ البلاد والعباد من تغول الجلاد، الذي يريد ما لم تكن تريد، ولا نريد إلا ما أردت وما تريد، وليس سوى أن تريد.

لا تقلق يا سيدي إنه تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة التي رسخت فينا، والتي تجاوزت بها الصعاب والحراب، في زمن عز فيه الرجال وكنا فيه «يا وحدنا»، ولم نكن وحدنا ولن نكون وأنت فينا، نحمل الفكرة الأولى ونحرس الحلم الذي صيرته حقا وحقيقة.

لقد صرتنا وصرناك، وما زال النقيض يخافك، حتى وأنت تسقط في اللجة البيضاء فارسا نحاسيا كضوء الشمس لا يفنى، وتبقى سادن الهوية الفلسطينية وحارسها الأمين.

سيكون لنا وطن ودولة، ونشيد تحمله صقور السماء إلى الدنيا من دون غبش الاحتلال، تردده حناجر الشهداء والأحياء والصحراء والأحرار، وسيكون لنا علم لا تطاله غربان الموت والرصاص الغليظ الذي طال دم الأطفال والرضع والشجر وطيور الدوري وزيتونة الدم الفلسطيني الذي سال مدرارا مكللا بالغار، واصما جبين الإنسانية بالعار.

سيعود «فارس عودة» الذي أحببت في شقائق النعمان، يغني لأترابه بلادي، والعتابا، والميجنا، وزريف الطول، وأنت زريف الطول في طول البلاد وعرضها، وفي أغاني الحصاد، وحناجر الفلاحين، والزنود السمر التي تحمي جبهة البلاد من خرائب المارقين على رصيف حياتنا.

وستعود القدس عاصمة العواصم، التي حملتها بالقلب دهرا، لتحملك البقية، حتى وإن سرقوا التراب وبدلوه، أهل البلاد ملح الأرض لا يفنى ولا يفنون، لن يفنى وفيها الشيخ خارطة المدينة، يحمل في تباريح الزمان على محياه الأزقة والشوارع، وفيها سلة التين الموشح بالندى على رأس فلاحة تطعمه لروح الناس كي تبقى هويتهم كماء النبع أو أنقى.

اشتقت لك سيدي بغضبك وحبك ومحبتك وحنان الأب وحسم القائد.

* عضو اللجنة المركزية

لحركة فتح.. ومفوض الإعلام