قالوا له: توكل على الله واضرب!

TT

ظهرت ثلاث مذكرات في أوقات متقاربة: مذكرات توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق. ومذكرات لورا زوجة بوش الابن. ومذكرات بوش الابن.

مذكرات توني بلير هي أروع مذكرات في التاريخ. أجمل من مذكرات تشرشل. مذكرات بلير ليس لها نظير في الأدب الإنجليزي. ومذكرات السيدة لورا بوش سرد عادي جدا.. بلا فواصل ولا أبواب. أما مذكرات الرئيس بوش الابن وعنوانها من الممكن أن يكون «نقاط القرار» أو «اتخاذ القرار» فهي ذات أسلوب سرد عادي بسيط جدا. وهو يحكي عن طفولته وما لا يهم أن يعرفه القارئ. مثل.. عندما أجهضت أمه وكيف أنها طلبت منه ألا يخبر أحدا بذلك. ولكن عندما قرر أن يكتب مذكراته استأذنها في نشرها فوافقت.

وعندما تزوج الرئيس بوش الابن كان سعيدا جدا بزوجته التي يصفها بأنها الرائعة الجميلة. ومضت سنوات على زواجهما دون أن يرزقا بأولاد. وفقدا الأمل تماما في أن يكون لهما أولاد. وفكرا في التبني مثل كثير من أصدقائهما. ولكن الرئيس بوش لم يسترح إلى أن يتولى تربية ورعاية أبناء الآخرين.

وقد علما أن هناك سيدة هندية لها القدرة على أن تساعد الزوجة في أن تنجب. وذهبا إليها. واستخدمت السيدة الهندية جهازا غريبا كانت تضعه على جسم لورا بوش ذهابا وإيابا. وبعد شهور حملت لورا. وقالت لها السيدة الهندية. إنها ستكون حاملا في طفلين.. توأم بنتين. وهذا ما حدث. وكان بوش سعيدا بالطفلتين. ومثل هذه الأخبار والأحداث كثيرة جدا في المذكرات. ولما جاءت أزمة العراق سأل بوش زعماء الدنيا والمفكرين والخبراء هل يضرب العراق أم لا يضربه. كلهم قالوا: اضربه..

وضربه. فكان أكبر دليل على فشل كل أجهزة المخابرات في معرفة حقيقة ما لدى صدام حسين.. إلا إذا كان الرئيس قد قرر أن يضرب سواء كانت عند صدام أسلحة أم لم تكن. ولأنه رجل متدين جدا.. ولأنه قريب من الله.. ولأنه صاحب رسالة سماوية.. فضرب وتوكل وقتل وأحرق وهو مستريح الضمير - عجبي!