العن أباك تصبح زعيما في الصين!

TT

المثل الصيني يقول: رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.. أي أن هناك 20 ألف كيلومتر قطعها الشيوعيون والجيش الأحمر إلى السلطة في الصين سنة 1935 ثم عرش الصين سنة 1949 الذي انفرد به الزعيم ماو..

وكنت قد كتبت مقالا عنوانه «العن أباك تصبح زعيما في الصين». فقد جاء في تاريخ الزعيم ماو تسي تونغ أنه وهو طفل قد تشاجر مع أبيه وأنه شتم أباه وخرج ولم يعد إلى البيت إلا زعيما للصين..

فقد بدأ ماو البطل الشيوعي (المشوار الطويل) سنة 1935. وكان المشوار طويلا شاقا. لم يستطع أن يتحمله كثيرون فماتوا في الطريق، حتى أن اثنين من أولاده قد ماتا.. ولما قيل له إن زوجته قد تخلفت في إحدى المدن لم يكلف خاطره أن يسأل عنها.. إنه متجه مع الشعب إلى محاربة حكومة كاي شيك.

ولما قيل للزعيم ماو إن عددا من الشبان قد نظم قصائد يريدون أن يسمعوها له، قال: ليس الآن.. ولما قيل له إن عددا من الشبان قد رسموا لوحات للزحف الطويل، هز رأسه وقال: ليس الآن.. ليس قبل أن يصبح على رأس الصين وأن يقضي على كاي شيك وعلى الخونة.

ولما حاول أحد الصينيين أن يحكي له كيف مات اثنان من أولاده وكيف أنهما حاولا الاتصال به قبل الوفاة، لم يظهر عليه استعداد لأن يستمع إلى القصة.. وقال: لا تشغلني إلا هذه الألوف التي سارت ورائي.. وطبيعي أن يموت واحد وأن يموت ألف!

وكنت قد قرأت في كتاب للمفكر الماركسي محمد عودة حكاية المشاجرة بين الزعيم ماو ووالده. وفي ذلك الوقت كانت الصين قد وجهت دعوة لعدد من الأدباء سنة 1959. وكنت واحدا منهم. وبعد المقال شطبوا اسمي..

والحمد لله.. فلو سافرت معهم لضاعت فرصة أن أسافر إلى الهند ومنها حول العالم في 228 يوما وهي أشهر رحلة قام بها كاتب؛ لم يقم بها أحد من قبلي ولا أحد من بعدي..

ولكني سافرت بعد ذلك إلى الصين كثيرا. وسوف أراها إن شاء الله، فأنا مبهور بالصناعات الصينية التي أغرقت أسواق الدنيا حتى ثارت أميركا، في الأسبوع الماضي، وطلبت من ألمانيا والصين التوقف عن إغراق الأسواق في العالم بمصنوعاتهما. ولم ترد الصين واعتذرت ألمانيا أنها لا تستطيع.. وألمانيا هي الأخرى التي دشدشها الحلفاء بدأت طريق العظمة والأبهة بخطوة واحدة من الجدية والإبداع!