وداعا إلى الأبد هابل العظيم!

TT

بعد أيام معدودة سنودع هذا الجهاز الأبهة الذي في حجم الأتوبيس ويدور حول الأرض على ارتفاع 353 ميلا، وتكلف 36 مليون دولار، ويكمل الدورة الواحدة في 97 دقيقة وبسرعة 5 أميال في الثانية.. هذا الجهاز هو المرصد المداري الشهير هابل الذي أطلق سنة 1990، وعمره الافتراضي ينتهي عند سنة 2014، وربما قبلها.

وسوف يسقطونه من فوق في اتجاه الأرض، وعندما يدخل في جوها يتحول إلى كتلة من النار.. لا شكل له بعد دوران 20 عاما حول الأرض وقد رصد المادة السوداء وعددا من الثقوب السوداء. وإن الكون يتمدد بسرعة 70 كيلومترا في الثانية - الكون يتمدد منذ 13 ألف مليون سنة - فإلى أين، وأين، ولماذا يتسارع الكون نحو التمدد إلى ما لا نهاية، إلى ما لا نعرف ولا نفهم؟

وقد سئل أحد العلماء الذين يديرون مرصد هابل: هل هناك أكوان أخرى؟ فأجاب: هذا مؤكد، ولكن لا نعرف عنها أي شيء أو القليل جدا.. وربما المرصد الجديد، الذي سوف يحل محل هابل ويستخدم الأشعة تحت الحمراء التي تخترق سحب التراب والضباب التي تلف عددا من الكواكب هو الذي سيعرف.

كما قال أحد علماء هيئة الفضاء الأميركية (ناسا): إن مرصد هابل أحدث ثورة في العلوم الفلكية؛ لأنه غيَّر الكثير من قواعدها.. وبلغ عدد العلماء الذين استخدموا مرصد هابل أكثر من 5 آلاف من كل مكان في كوكب الأرض.

والعدسة التي يرى بها الكون قطرها متران ونصف المتر. وقد حدث في أول سنوات هابل حول الأرض أن تلقى العلماء صورا غير واضحة. والسبب أن العدسة تحتاج إلى تحريكها مسافة لا تزيد على عرض شعرة الرأس. وقد ذهب إليها رواد الفضاء وأصلحوا هذه العدسة وأعيدت ملايين الصور التي التقطت بعد إصلاح العدسة فرآها أكثر من ملياري مهتم بالفلك على كوكب الأرض.

أما المرصد الجديد فهو جاهز للانطلاق حول الأرض ليلتقط صورا لكل ما عجز عنه هابل.. وإن كان هابل قد صور كواكب تدور حول نجوم. وهذه الكواكب جوها يصلح للحياة، وإن بها مياها وتبعد عنا سنوات ضوئية قليلة. صحيح لن نستطيع بلوغها.. ولكن نستطيع أن نعرفها ونعرف عنها أيضا.

وسوف يقام احتفال كبير لتوديع هابل الذي كان مثالا رفيعا للعمل المتواصل والإخلاص فيه.