سيجارة في مقبرة رمسيس؟!

TT

حكاية غريبة نشرتها الصحف الفرنسية الأكثر اهتماما بمصر الفرعونية. فالفرنسيون يرون أن مصر هبة النيل. ولكن مصر الفرعونية هبة فرنسا. هم الذين قدموها للدنيا وجاء العبقري شامبليون وفك رموز حجر رشيد فعرفنا من نحن وما الهرم وأبو الهول والنقوش على الجدران.

أما الحكاية فهي أن مقالا جادا يحكي أن الفراعنة كانوا يضعون بذورا وأعشابا وعسلا حول جسد المومياء. ومن أغرب ما جاء في المقال أنهم كانوا يضعون أوراق الدخان؟!

ونحن نعرف أن الدخان قد نقله كولمبوس والأسبان من أميركا إلى أوروبا فقد كان الهنود الحمر يدخنون ومنذ ذلك الحين وأميركا تتزعم صناعة السجائر والسيجار وفى نفس الوقت هي المصدر الأول لكل المصابين بسرطان الرئة. والسبب التدخين!

وقرأت لصديقي العالم الفرنسي الكبير موريس بوكاي الذي سافر مع مومياء رمسيس من القاهرة إلى باريس. إنه وجد في المقبرة بقايا سيجارة كان يدخنها أحد العمال. وليس صحيحا أن لها علاقة بالملك رمسيس! لا هو ولا بقية الملوك.. وليس صحيحا أن بقايا السيجارة وجدت بالقرب من المومياء.. وإنما كانت على أرض المقبرة!

واذكر أنني جعلت د. موريس بوكاي غلافا لمجلة «أكتوبر» هو والمرحوم د. مصطفى المنيلاوي. وبعد معالجة رمسيس من كل الفطريات وبعد أن شفي تماما ذهبا إلي باريس. واستقبلته فرنسا استقبال الملوك الزائرين فأطلقت له 21 طلقة مدفع تحية له. وخرج لاستقباله رئيس الدولة ورئيس الوزراء.

ولم تظهر حكاية السيجارة أو السيجار في المقبرة أو بالقرب من المومياء إلا هذه الأيام.. وقد نفاها نفيا قاطعا د. موريس بوكاي. ولكنه لم يكذب ما قيل من أن الفراعنة كانوا يضعون في مواد التحنيط أوراق الدخان. كيف وصل الدخان إلى مصر وهو لا ينبت إلا في أميركا شمالا وجنوبا؟!