يا من لك أغني!

TT

ثلاثة كتب من تأليف الرئيس أوباما. الكتب يوجهها إلى طفلتيه: ساشا وماليا. وعلى الكتب هذا السطر: رسالة إلى ابنتيّ.

الكتاب الأول اسمه: «أحلام أبي»، والكتاب الثاني اسمه: «جرأة الأمل».. أما الكتاب الثالث المصور فعنوانه: «يا من لك أغني».. وفي هذا الكتاب يعبر عن حبه لابنتيه وعن أبطال التاريخ الأميركي. اختار 13 بطلا. فيرى أن الرئيس جورج واشنطن زعيم يؤمن بالحرية والعدالة للجميع.. ويقول إن الرئيس لينكولن هو الرجل الذي حرر العبيد.. ثم قال أوباما إنه هو كأول رجل أسود يرأس أميركا ليس إلا تحقيقا لحلم طويل للقس الأسود مارتن لوثر كنغ.. فعلى الرغم مما لقيه من عذاب، فإنه لم يعدل عن حلمه بأنه سوف يجيء يوم يرفع المظلومون والمهمشون رجلا أسود إلى البيت الأبيض. وهذا ما حدث.

وأشاد أوباما بأرمسترونغ أول إنسان يهبط على سطح القمر. نموذج للشجاعة والريادة وإصرار الأميركيين على أن يضيفوا جديدا في عالم الفضاء.

أما أسلوب أوباما في هذا الكتاب الأخير فركيك جدا. وفي بعض المواقف يتخذ عبارات خطابية ليست مناسبة للأطفال. أما الكتابان الآخران فقد كانت فيهما العبارة أجمل وألطف وأقرب إلى عقل الطفل.

وتشاء الصدفة أن يكون للسيدة سارة بالين التي كانت مرشحة نائبا للرئيس الأميركي المعارض لأوباما، كتاب. وفي كتابها تتحدث إلى بناتها عن الزعماء أنفسهم: واشنطن ولينكولن ونيل أرمسترونغ. وتقول إن الرئيس كيندي هو الذي قال: سوف نبعث بشباب إلى القمر ونعيدهم سالمين إلى الأرض. وقد حدث.

وتقول سارة بالين عن الرئيس لينكولن إنه هو الذي أرسى قاعدة الإيمان، فكان من نتيجتها هذا المجتمع الأميركي الفريد في صفاته.. وفي خطاب التنصيب رئيسا لأميركا للمرة الثانية الذي جاء في 703 كلمات ذكر فيه «الله» 14 مرة، واقتبس آيتين من الكتاب المقدس..

واختارت سارة بالين من يكتب لها هذا الكتاب. وكان الأسلوب بديعا وقريبا من عقول الأطفال.

وكلاهما يرى أن التنوير يبدأ بالحديث للأطفال عن أمجاد الشعب وتاريخه العظيم الذي مضى والذي سوف يجيء.