وأيضا لماذا.. أيضا لماذا؟

TT

مجرد خواطر مبعثرة: لماذا جاء الإسكندر إلى حكم اليونان من مقدونيا، ولماذا جاء كمال أتاتورك إلى حكم تركيا من مقدونيا؟ ولماذا جاء نابليون من كورسيكا الإيطالية لكي يبني الإمبراطورية الفرنسية؟ ولماذا جاء أدولف هتلر من النمسا لكي يقود ألمانيا إلى الحرب العالمية الثانية؟ ولماذا كان أشهر زعماء الاتحاد السوفياتي من خارج روسيا، ستالين من جورجيا، وخرشوف من أوكرانيا؟ ولماذا جاء بعض كبار كتاب الإنجليزية من خارج بريطانيا: جوزيف كونراد من بولندا وبرنارد شو وجيمس جويس وصمويل بيكيت من أيرلندا. وما هذه البولندا التي ولد فيها غونثر غراس، حامل نوبل الألماني، ورزيارد كابوشنسكي، أشهر صحافيي القرن الماضي، وليك غليسا العامل الذي بدأ إسقاط الشيوعية، ويوحنا بولس بابا الفاتيكان الذي ساعده في ذلك، والسير جون غيلغود، أهم من أدى الإنجليزية على المسرح البريطاني؟ كيف أتى مصلح مثل جمال الدين الأفغاني من بلاد الملا عمر؟

لماذا جاء فرانز كافكا وسيغموند فرويد من تشيكوسلوفاكيا، وليس من ألمانيا؟ لماذا جاء ألكسندر بوشكين أعظم شعراء روسيا من الكاميرون، كما ثبت في آخر دراسة حول جذوره. في الماضي كان يقال إن أصوله إثيوبية، وكان ذلك يرضي الروس. أي أن شاعرهم أفريقي لكنه أرثوذكسي؟ لماذا جاء محمد علي إلى مصر من ألبانيا، أو بالأحرى مما كان آنذاك أيضا مقدونيا (ولد في كافالا). لماذا الذين بنوا تاج محل مهندسون جاءوا من البندقية وتركيا وألبانيا؟

هل كان ابولينير أحد أعظم شعراء فرنسا؟ أجل. لكنه كان بولندي الأصل ومن عائلة أبوللونيتسكي. أو أبوللونيشيسكينفتش. روستروبوفنش الموسيقار كان أيضا بولنديا. وقبله تباهت باريس بفريدريك شوبان، وكان أيضا من تلك الأحجية التي تدعى بولندا، مصنع الأفكار والمفكرين. ومع ذلك فإن نكات السذاجة في أميركا تروى عن البولنديين، كما تروى في بريطانيا عن الأيرلنديين وفي فرنسا عن البلجيكيين. وأكثر كتاب اللغة الفرنسية مبيعا بلجيكي يدعى جورج سيمونون. كيف كان أمير الشعر العربي كرديا؟ كيف أسس الصحافة والمسرح في مصر طالبو هجرة من لبنان؟ لماذا جذور يوسف شاهين وعمر الشريف وشاكيرا وسلمى حايك، في مدينة واحدة هي زحلة؟ هل يعقل أن تكون جذور تحية كاريوكا من القصيم؟

كم هي طويلة سلسلة هذه الأسئلة؟ لا أدري. لكن ألم ننس لماذا أو كيف أصبح باراك حسين أوباما رئيسا على أميركا؟ أو كيف أصبحت التشيكية مادلين أولبرايت وزيرة خارجية أميركا؟ وقبل ذلك كيف أصبح الألماني هنري كيسنجر مستشارا للأمن القومي في البيت الأبيض؟

وللمناسبة فعندما زار كيسنجر الصين تطرق حديثه مع رئيس وزرائها إلى اغتيال جون كنيدي. فأطرق كيسنجر مفكرا قبل أن يسأل شو ان لاي، ماذا كان سيحدث لو أن الذي اغتيل كان نيكيتا خرشوف وليس جون كنيدي؟ وفكر شو ان لاي قليلا ثم قال: «لا أعتقد أن أوناسيس كان سيتزوج من أرملة خرشوف».