لا بد أن يختل رائد الفضاء!

TT

لا أميركا ولا روسيا اعترفت بما أصاب رواد الفضاء بسبب رحلاتهم الطويلة في منطقة انعدام الوزن. فالعادة أن رائد الفضاء عندما يعود إلى الأرض يخضع لفحوص كثيرة للتأكد من أثر انعدام الجاذبية على وظائف الجسم، وعلى هشاشة العظام بصفة خاصة، وقد تستغرق مرحلة التأهيل شهورا، أي لكي يصبح عاديا كيوم دخل السفينة ليدور حول الأرض أياما وشهورا.

ومن المؤكد أن رائد الفضاء يصاب ببعض الخلل، ولا بد من إعادة توازنه وإعادة غدده الصماء إلى سابق وظائفها تماما. هل نجح الروس والأميركان؟ نعم نجحوا.. إلا قليلا!

فمثلا رائدة الفضاء السوفياتية، أول رائدة، وهي فالنتينا، تزوجت رائد فضاء، ونشرت الصحف أن لقاء جنسيا تم بينهما في الفضاء، وقد نفت روسيا ذلك تماما حتى لا يقال إنها تعاملت معهما كما تتعامل مع الكلاب. المهم أنها حملت منه وتزوجته، وأنجبت بنتا هي الأخرى مثل أمها عملت في سلاح الطيران. وانتشرت شائعات عن التشوهات في وجهها وفى صدرها وفى لون شعرها وعينيها أيضا. ونفت روسيا كل هذه الشائعات، وقالت: «بل سليمة تماما، وهي طبيبة في سلاح الطيران». فقيل للروس: «نريد أن نراها»، فرفضت روسيا وجعلتهم يرونها من مسافة بعيدة. فلا أحد يعرف إن كانت هي أو إن كانت غيرها. وبدلا من أن تنفي روسيا هذه الشائعات، فقد أكدتها عندما رفضت الطبيبة ابنة فالنتينا أن تكون قريبة من الكاميرات والميكروفونات.

قال لي د. فاروق الباز عالم الفضاء المصري: رائد الفضاء يجب أن يجردوه تماما من أي إرادة. إنما هو مسمار في جهاز كبير يتحرك بمفاتيح على الأرض. يقال له: افتح.. أقفل.. تمدد.. يجب أن تنام فورا، وينام.. ويظل الرجل هكذا سواء كانت رحلته يوما أو مائة يوم. فإذا عاد إلى الأرض عاد مسلوب الإرادة والفكر والرأي. ولا بد من التأهيل. وهم ينجحون مرة ويفشلون مرة. فإذا فشلوا، فلن نعرف شيئا عن الذي حدث لرائد الفضاء، إلا أن واحدا أصدر كتابا عن حياته قبل وبعد الدوران حول الأرض، ووصف بالضبط حالته النفسية والاجتماعية والجنسية، ولم تستطع هيئة الفضاء الأميركية «ناسا» أن تمنع صدور الكتاب أو عرضه في الأسواق. إنها حياة رائد الفضاء وهو حر في استغلالها.

ومن المعروف لنا أن رائد الفضاء يصيبه اضطراب أثناء الرحلة.. فقد حاول أحد الرواد الروس اغتصاب زميلة فرنسية، وكاد يقتله الرائد الياباني. والحوادث كثيرة، وهي تدل على أن خللا ما قد أصاب الرواد. وفي الأيام الأخيرة أشيع أن الطبيبة ابنة أول رائدة فضاء فالنتينا قد توفيت. فلا روسيا نفت ولا أكدت!