كائنات ضئيلة أقوى من الموت!

TT

من غير الأكسجين لا حياة.. ومن غير الماء لا حياة..

ولكن العلماء لاحظوا أن هناك كائنات صغيرة جدا تعيش على الحافة الرقيقة جدا بين الحياة والموت.. وهذه الكائنات انتصرت على الموت.

فبعض الميكروبات والجراثيم تتجمد تماما وتتساقط أطرافها.. فإذا أزلنا عنها الجليد نجد أنها لم تمت..

وهناك كائنات صغيرة لا تذوق الماء عشرات السنين ولا تموت..

وهناك ميكروبات لا تجد الأكسجين ولا الماء ولا الضوء سنوات.. أو ألوف السنين، أو ملايين السنين، ولا تموت. وأكبر دليل على ذلك الأحجار التي كانت حالمة في الفضاء ملايين السنين.. ولما عثرنا عليها وعرفنا تاريخها وعمرها وأين صارت، وجدنا أن الكائنات المجهرية التي بها لم تمت.. ومعنى ذلك أن هذه الكائنات متناهية الصغر عاشت في حالة كمون ملايين السنين بين البرودة المطلقة وألوف درجات الحرارة، ألوف السنين، ثم سقطت في الجليد، ومع ذلك لم تمت..

وفي غابات الأمازون تعيش طيور وقردة وزواحف، وتظل في الظلام الدامس شهورا، وتغرق في المياه شهورا.. وشيء عجيب أن العلماء وجدوا أن أحد القردة انكسرت ساقه فظل يحملها تنزف دما من حين إلى حين.. سنوات.. ومع ذلك لم تصب بأي مرض..

ولما عالجه الأطباء وجدوا أن الساق المكسورة قد ماتت تماما.. وفجأة صحت وتحركت وحدها. ولم تصب القردة بأية مضاعفات.. وتفسير ذلك أن الميكروبات أو الجراثيم لم يجدوا لها أثرا، والسبب هو ذوبان بعض الأعشاب الطبية في مياه الغابة، مما جعلها شافية. ثم وضع الأطباء جزءا من ساق القردة في سوائل شديدة التعقيم ستة شهور.. وبعد ذلك وجدوا أن بها جراثيم وميكروبات قد تلفعت بأكياس ضئيلة. ونامت داخلها ولم تمت.. أهمية هذه الأبحاث: كيف يمكن أن يعيش الإنسان في كواكب لا تتوفر فيها عناصر الحياة المعتادة؛ أي الماء والأكسجين وبقية العناصر الأخرى. وكيف يمكن التعايش معها.. تماما كما أن الكائنات البحرية تعيش في المياه المالحة، وتعيش في المياه العذبة، وكذلك الأشجار.. كيف؟ هذا ما يدرسه العلماء اليوم وغدا!