مبادرة أميركية جديدة

TT

بعد مرور نحو ثمانية اشهر على تبنيها سياسة «انتظر وراقب» تجاه النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، يبدو ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تتهيأ لتبني موقف انشط تجاه عملية السلام في الشرق الاوسط.

وتشير أوساط واشنطن الى ان وزير الخارجية كولن باول كان يحضر للاعلان عن مبادرة اميركية جديدة في خطابه الذي كان سيلقيه امام الجمعية العامة في الامم المتحدة في الشهر المقبل. غير انه اضطر الى الغاء القاء ذلك الخطاب بسبب الهجوم الارهابي على مركز التجارة العالمي في نيويورك وعلى وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بواشنطن، وهناك الآن موعد جديد لالقاء باول خطابا امام الجمعية العامة خلال الايام القليلة المقبلة، ولا يزال هناك امل في اعلانه عن تلك المبادرة.

ورغم ان تفاصيل المبادرة الاميركية الجديدة غير محددة المعالم، الا ان عودة الولايات المتحدة الى الشرق الاوسط كلاعب نشط في حد ذاتها تعد من الاخبار الطيبة. وتهدف المبادرة الجديدة الى تطبيق ما يدعى بحل «الدولتين»، مما يفتح الباب امام ميلاد «دولة فلسطينية شرعية ذات سيادة» الى جانب دولة اسرائيل. كما تريد ادارة بوش بقاء القدس موحدة وعاصمة لكلا الدولتين، ولهذا فانها ستفتح سفارتين تمثلانها في المدينة المقدسة واحدة لاسرائيل والاخرى لفلسطين.

واذا صحت الاخبار والتقارير المختلفة فان مبادرة بوش الجديدة ربما تقدم حلا وسطا لمسألة حق العودة، اذ تلزم اسرائيل بالاعتراف بهذا الحق بموجب القانون الدولي وعدد من قرارات الامم المتحدة الواضحة، وفي الوقت نفسه توضع خطة تسمح بممارسة حق العودة على مراحل.

وليس من الواضح بعد حجم التأييد الذي ستناله المبادرة الاميركية الجديدة من جانب صقور الحكومة الاسرائيلية التي يقودها رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون. ومنذ الآن يقود اليمين الاسرائيلي حملة ضد تعيين ادوارد جيرجيان ـ مساعد وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر ـ مبعوثا اميركيا خاصا الى الشرق الاوسط. ويتهم الاسرائيليون بيكر بأنه مناهض للصهيونية ومسؤول عن عقد مؤتمر مدريد للسلام في عام 1991 الذي حاول رئيس وزراء اسرائيل الأسبق اسحق شامير الحيلولة دون عقده.

ان عودة الولايات المتحدة الى لعب دور نشط في المنطقة من شأنها تقوية معسكري السلام في اسرائيل وفلسطين على حد سواء، وهذا لن يكون الا من قبيل الاخبار السارة لكل المؤمنين بأنه لا يزال بوسع الطرفين، لا بل من الواجب عليهما، العثور على طريقة للعيش معا انطلاقا من الثقة المتبادلة.