تدوين في سجل التهاني

TT

من يقرأ هذه الزاوية، ومن قرأ «المخبر» قبل ذلك في صفحة الرأي، لا بد أنه لاحظ موقفا من قطر.. وقد شتمتني مرة إحدى صحف الدوحة وقالت إنني بحريني الهوى، وكم كان ذلك صحيحا. ونقل إلي مرة عتاب أمير قطر، بأنني أنم عليه في المجالس، فبعثت برسالة إلى الأمير أبلغه فيها أنني لا أنم في المجالس، وإنما أؤيد في ما أكتب أصدقائي وأحبائي، وسوف أؤيد الشيخ جميل الحجيلان ليس فقط على الأمانة العامة لمجلس التعاون؛ بل على رئاسة الجمهورية اللبنانية.. وأكون مقطرا في مزاياه وخصائله. وفي مرة أخرى نقلت ما نقلت عن أبناء وزير خارجية قطر، وتلقيت ردين: واحدا من كاتب في الإمارات اشتهر بدعوته لاضطهاد العمال والشغالين، ويدعوني إلى الكف عن التدخل في شؤون الخليج. وآخر من صحيفة قطرية، ويتهمني بالعمالة للبحرين؛ السافرة طبعا.

وفي نزاع البحرين مع قطر حول جزر «حوار»، اتخذت جانب البحرين، مقتنعا بأنها مظلومة، وهكذا لم يبق شك لدى بعض صحف الدوحة بأن العمالة سافرة ومدفوعة سلفا، ربما لأنني قادر على التأثير في قناعات قضاة التحكيم في لاهاي. تساءلت وأنا أرى مشاهد فوز قطر باستضافة الأولمبياد، هل يجب أن أكتب في الموضوع؟ كيف سيبدو ذلك؟ موضوعية الإنسان الذي يشهد بالحق عندما يراه، من دون الاهتمام في أي جانب هو هذا الحق؟ موضوعية الذي لا ينكر الحقائق على أهلها؟ أم سوف يبدو باباً للاعتذار من الدوحة؟

أرجو أن يبدو الأمر كما هو: قطر التي أساءت إلى نفسها في محاربة رجل بخصال وميزات جميل الحجيلان، وأساءت إلى هدوء الخليج في مسألة «حوار»، حققت بالأمس إنجازا لم تعرفه دولة صغيرة من قبل. وسوف يفخر كل عربي عندما تتقدم الدوحة من إنجاز إلى إنجاز، ويفخر عندما يرى موزة المسند تدخل الأكاديمية الفرنسية إلى جانب ذوي الأسماء التاريخية فيها. ويشعر المرء بالاعتزاز عندما يشهد كيف تبني دولة في حجم قطر مكانا لنفسها على خريطة الدول. وهذا ليس اعتذارا عما مضى.. هذا إقرار بأهمية الحاضر.. والمستقبل.