قلت: روكسانا.. قال: الإسكندر!

TT

في علاقتي بالأصدقاء لا أجد من الضروري أن نتفق. له رأي ولي رأي. وهو لا يريد أن يقنعني وأنا أيضا. وتبقى الصداقة التي هي أهم من ثاني أكسيد الكربون.

ولسبب لا أتذكره الآن، قررنا أن نؤلف كتابا عن الإسكندر الأكبر.. العالم الأثري كمال الملاخ وأنا. مع أنني ولا هو عسكري. ولكننا معجبان بهذا الشاب الفذ في الحروب، تلميذ الفيلسوف العظيم أرسطو. وهو الذي نصحه أن لا يتزوج. كما كان المعري ينصح تلاميذه وزواره. ولكن هذا القائد المعجزة لم يستطع أن يقاوم النبيلة الجميلة روكسانا (16 سنة). فقد انتصر على أبيها في الحروب. فهرب وجنوده إلى الجبال. ولما علم الأب أن الإسكندر قد قرر اختيار ابنته زوجة شرعية له، هبط من الجبال ليشكره، واختاره الإسكندر حاكما على إحدى المحافظات. وكانت روكسانا شخصية قوية. وقرر الإسكندر بسبب الآلام المبرحة أن يلقي بنفسه في نهر الفرات. لتكون له ميتة أشرف من أن يموت بالسم.. ولم يكن الطب قد عرف علاجا له.. ومات الإسكندر 323 ق.م وكان قد تزوج أميرة فارسية أنجبت له ولدا. فحبستها روكسانا وولدها. ثم قتلت الأم وابنها..

وجاء أحد الجنرالات، الذين اقتسموا الإمبراطورية، وقتل روكسانا وابنها..

هذه هي «الحدوتة» التي أمامنا. أنا أريد أن أسميها: روكسانا. وهو يرى أن الاسم المناسب هو: عبقري الحروب.. وقد قلده بعض العظماء؛ فهتلر كان مستشاره الفيلسوف روزنبرغ، وموسوليني اختار الشاعر دانتسيو، وكان لديغول مستشار هو الفيلسوف مالرو..

وبعد سقوط موسوليني عرضوا رئاسة الدولة على الفيلسوف كروتشه فاعتذر.. ولما أنشئت دولة إسرائيل عرضوا رئاستها على عالم الفيزياء آينشتين فاعتذر.. ولما نشبت ثورة يوليو في مصر عرضوا رئاسة الدولة على عالم الفلسفة لطفي السيد، فاعتذر..

واختلفنا. وكان الخلاف هو أننا إذا نحن وصفنا الإسكندر بأنه عبقري فمن الضروري أن نعرض حيثيات هذا الحكم. أي لماذا هو عبقري..

ومات الإسكندر وأوصى بأن يدفن في مدينة الإسكندرية. ولم نعثر على أثر حتى اليوم..

وبقي مشروع الكتاب ولم نكمله؟!