ولكنها لا تصلح للنشر!

TT

من شهور وأنا أقلب في أوراقي القديمة.. وكلها مشاريع لم تتم. مشروع رواية طويلة كتبت منها فصلا واحدا.. ومسرحية كتبت فيها فصلين.. وأغرب ما وجدت مشاريع كتب مشتركة مع المفكر الشيوعي محمود أمين العالم ومشروع أشهر الملكات في التاريخ مع العالم الأثري كمال الملاخ.. ومشروع ترجمة كتاب بديع عن تولستوي وجوركي وتشيخوف وكيف كان أول لقاء بينهم... مع الأديب يوسف إدريس..

ووجدت أنني بدأت بكتابة الجزء الذي يخصني أما الزملاء فلم يفعلوا شيئا. انشغلوا أو غيروا رأيهم..

وأخيرا خطابات عاطفية لم أنشرها منذ أربعين عاما.. وناقصة ككل قصص الحب الكبيرة. وترددت في أن أنشرها. ولكني تركتها لمن سوف ينشرها بعد وفاتي.. مع أن الذي بها لا يخص أحدا سواي.. ولكن حتى لا يسيء أحد الظن بي.. وفيها بعض الأسماء الحقيقية، مثلا: ذهبت إلى أستاذنا العقاد أكلمه في موضوع شخصي. سألته رأيه. ونصحني ولكني لم آخذ بنصيحته.. مثلا: ادعيت أن هذا الموضوع عرضناه على الأستاذ العقاد وكان من رأيه أن أجلس وأن أحتشد وأن أكتب فورا. ولكن طه حسين قال: إذا وجدت رغبة قوية اجلس واكتب وإذا لم يكن هناك النداء القوي من شخصيات الرواية أو المسرحية أو المذكرات فلا تكتب صفحة واحدة.. وفي الأدب وفي الفن وفي الموسيقى كتب ناقصة ولوحات ناقصة وسيمفونيات لم تكتمل..

وقد أسعدني طه حسين بأن كان مشرفا على مشروع أدبي ضخم وهو ترجمة مسرحيات شكسبير. ووزعها علينا وجلسنا.. ولأسباب مالية اختلف طه حسين مع المؤسسة. وتوقف المشروع. وقد بدأت في ترجمة مسرحية روميو وجولييت. وأكثر من ذلك أنني ذهبت إلى بيت جولييت في إيطاليا.. ولم أكمل الترجمة.

ولا أرى فائدة من نشر هذه النواقص. ولكن أحد الناشرين له رأي آخر. وانتصر رأي الناشر وبقي أن أكتب مقدمة لكل هذه المشاريع التي كانت من خمسين ومن أربعين ومن ثلاثين عاما.. موضوعاتها مختلفة.. وظروفها النفسية. وأريد أن أتوقف دون إكمال المقال ليكون هو الآخر مشروع مقال عن مشروع أعمال كثيرة لم تتم!