وهذه إحدى نهايات الطغاة!

TT

يوم لك ويومان عليك - قاعدة الجريمة والعقاب في روسيا السوفياتية. ويكفي أن تعيد قراءة البيان العشرين للحزب الشيوعي. والذي قرأه خروشوف واقتلع منه اسم ورسم تماثيل ستالين من كل مكان. ورفضت بعض الدول الشيوعية أن تفعل مثل روسيا - الصين ويوغوسلافيا وبولندا.

ففي هذا المؤتمر راح خروشوف يروي للرفاق الشيوعيين أن ستالين قتل من الأبرياء عشرة ملايين مواطن بلا ذنب.. وكان ينقل القرية بكاملها من مكان إلى مكان آخر لأن واحدا منها قد أخطا خطأ فادحا.

في ذلك الوقت كانت ترافقني إحدى بنات الحزب وتترجم لي. وقالت لي إن أباها رأى أمها لمدة دقيقة واحدة.. فقد كان في قطار متجه إلى الجنوب وهي في قطار متجه إلى الشمال - بعد سنوات من الشتات..

واختفى اسم ستالين من الكتب وسقطت صوره بقوة الجاذبية الأرضية من فوق الجدران. وأصبح من المستحيل أن يسمعوا اسم ستالين على لسان أحد.. وكل الذين أطلقوا على أولادهم اسم ستالين يجب أن يغيروه فورا!

وفي الأيام الأخيرة وفجأة تعالت أصوات تطالب بالقضاء على كل ما له صلة بالطاغية ستالين. ويبدو أن بعض الدول الشيوعية رأت أن ستالين ليس الوحيد الذي يجب القضاء على سيرته وصورته.. فهناك كثيرون مثله وأسوأ. وكلهم أحياء. ولما كتبت بنت ستالين مذكراتها لم تجرؤ أن تخفي هذه الحقيقة رغم حبها لأبيها وخشي الأميركان أن يقتلها أبوها كما اغتال الزعيم الشيوعي تروتسكي، فشددوا الحراسة عليها..

وكانت سعادة خروشوف لا حدود لها. وكان يروي لأصدقائه مدى عظمته لأنه خلص الاتحاد السوفياتي من جرائم هذا الوحش..

وجاء من يسقط خروشوف. وسقط. وعمل بعض الوقت ناظر محطة سكة حديد.. ولما اشتد عليه الضعف أصبح بلا عمل. وقد وجدوه ميتا في إحدى الحدائق العامة. وفي حضنه الراديو الخشبي الذي تلقاه هدية من الرئيس عبد الناصر. وهذه خلاصة ما جاء في كتاب بعنوان (خروشوف وحيدا) للمؤرخة الإيطالية إيزابيلا دلفورتينا!