أعظم الرحلات في التاريخ!

TT

قرأت أعظم الرحلات في التاريخ. أريد أن أعرف. أريد أن أخرج من الشرنقة التي ولدت فيها: الريف والمدن الصغيرة. ولم يخطر علي بالي أنني سوف أقوم وحدي بأطول رحلة في التاريخ عبر القارات الخمس.. وقد أصبحت رحلتا ماركو بولو وكولمبوس أعظم اهتماماتي.. واستولت مغامرات كولمبوس على حياتي شهورا وسنين..

وظهرت أبحاث أخيرا تقول إن كولمبوس ليس إيطاليا وإنما هو مهاجر بولندي إلى إيطاليا. فليكن.

وقد قام كولمبوس بأربع رحلات إلى العالم الجديد من سنة 1492 حتى سنة 1504. وقد أيقن كولمبوس أنه لم يكتشف أميركا وإنما الهند. ولذلك اتخذت أميركا اسم المكتشف الإيطالي الذي قال إنها بلاد جديدة وليست الهند. إنه المكتشف أميركو فيسبوتشي - فنسبت إليه: أميركا.

وكانت رحلته الأولى يوم 3 أغسطس (آب) سنة 1492. وبعد تسعة أيام وصل إلى جزر الكناري، فتزود بالماء والوقود والطعام. ثم اتجه إلى أميركا وهو مؤمن بأنه في الطريق إلى الهند، ونزل على الساحل الذي هو الآن سان سلفادور وجزر البهاما يوم 28 أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1492، وتخفف من الحمولة فترك أربعين من الرجال ليبحثوا عن الذهب في كوبا.

وعاد إلى إسبانيا ومعه هدايا للملك فرديناند وزوجته الملكة إيزابيلا، وعدد من الهنود الحمر. وكان استقباله شعبيا ورسميا رائعا، مما أدار رأس كولمبوس فازداد غطرسة وقسوة على البحارة وعلى الهنود الحمر.. فقتل وذبح وسجن، ومنحه الملك لقب أمير البحار.

وكانت الرحلة الثانية في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1493، وقد تزود بسبع عشرة سفينة وألف رجل. واتجه مباشرة بشجاعة وجرأة ووحشية إلى جزر هايتي مؤمنا بأنها بوابة الهند.. ولما عاد إلى كوبا كان الهنود الحمر قد قتلوا جميع رجاله.. فقتل من الهنود أضعاف هذا العدد!

وقد منحه الملك ألقابا أكبر؛ تقديرا لجهوده العظيمة.

ثم كانت رحلته الثالثة في 30 مايو (أيار) سنة 1418، فوصل إلى ما نسميه اليوم سواحل فنزويلا.. ودبت الخلافات بينه وبين رجاله.. فكان يلقي بهم في المحيط. وتلقى الملك والملكة أخبار كولمبوس، فأرسل الملك بديلا عن كولمبوس.. ثم أتوا به إلى إسبانيا مقيدا بالسلاسل، منكس الرأس، ذليلا.. نهاية فظيعة لأكبر مكتشف في التاريخ..

ثم كانت رحلته الرابعة في 9 مايو سنة 1503 وكانت ردا لاعتبار رجل اكتشف وتعذب ولم يكسب شيئا. ودفعه الغرور والضيق إلى القتل مما استوجب محاكمته. ولكن الملك والملكة ترفقا به.. ولما عاد إلى إسبانيا كانت الملكة قد ماتت. ففقد أكبر سند له.. أما النهاية فجاءت بليدة؛ فقد مات هو الآخر في بيت متواضع، وكاد الناس ينسون قبره في مدينة ولد الوليد.