لا تخافوا فلن نموت غرقا!

TT

كذب المنجمون! ولكن الذين تنبأوا بنهاية العالم ليسوا مخرفين.. وإنما هم علماء لديهم خرائط وعقول تحلل وتسجل وترصد وتراجع. ففي سنة 2007 قالوا إن الجليد سوف يذوب في القطب الشمالي بسبب ارتفاع درجة الحرارة. وسوف يؤدي ذوبان جبال الجليد إلى ارتفاع منسوب المحيطات فتغرق الأراضي الواطئة في ألوف الجزر في المحيطين الهندي والهادي ووديان الأنهار في الهند وبنغلاديش ودلتا النيل في مصر. ومضت سنة 2007 ولم يحدث شيء من ذلك..

وعاد العلماء يقولون إنه من المؤكد عندهم أن الثلوج فوق جبال الهملايا سوف تذوب سنة 2035. وأن الهند وباكستان يجب أن تحتاطا لتلك الأيام السوداء!

وانعقدت المؤتمرات الدولية في كيوتو باليابان وكانكون في المكسيك.. وشمر العلماء عن أيديهم وهرشوا في أدمغتهم وضربوها بعضها في بعض وفي الحائط. وقاموا بتعديل هذه النبوءات. وقالوا إن ظاهرة الاحتباس الحراري سوف ترفع حرارة الأرض، كما أن غاز الميثان المنبعث من المياه الدافئة سوف يساعد على سخونة الأرض والجو ويجيء الذوبان نتيجة طبيعية لذلك..

وليس جديدا ما يقوله العلماء، فالأرض تسخن وتبرد، ومن ملايين السنين، وتتجمد الأنهار والمحيطات وتهب الرياح وتتساقط الأمطار في كل مكان. وحدث في العالم ما نراه اليوم على هذه الصورة.. فلم يحدث لا قبل اليوم، ولن يحدث بعد اليوم شيء خارق لقوانين الطبيعة.

وقد نشرت مجلة «علوم الفلك» في عددها الأخير، أنه لم يحدث أن أغرق تسونامي أي جزيرة من الجزر الصغيرة في المحيط الهادي مع أن الأرض إذا تعرضت لذوبان جبال الجليد فإن الماء لن يرتفع إلى هذه الدرجة. وكان الرئيس عبد القيوم، رئيس جزر المالديف السابق، أول من صرخ خوفا على بلاده من الطوفان.. ونحن أيضا.. ولكن علماءنا أكدوا لنا أنه لا خوف علينا..

وسوف يمضي كل شيء يمشي على قواعد علمية ثابتة لا تتغير - ولا تغيرت من ملايين السنين - فالأرض عمرها ثلاثة آلاف مليون سنة. ولذلك يبشرنا علماء آخرون بأنه لا داعي لترويع الناس أكثر مما أصابهم؛ الكثير جدا من الخوف والرعب والفزع وسوء الظن واليأس - فنتفاءل خيرا - والله أعلم.