إلا جدارا واحدا لن يسقط!

TT

سقط حائط برلين سنة 1989 فتوحدت ألمانيا، وتحررت أوروبا كلها. ولكن هناك حوائط كثيرة لم تسقط بين تركيا وحلف الأطلنطي، وتركيا وسورية.. أما الذي في آسيا بين باكستان وأفغانستان وأميركا، وما بين إيران والعالم العربي، وأميركا والعراق، فقد سقطت فيه جدران وأقيمت جدران عازلة وفاصلة وقاطعة بين الأديان والأعراق، وكان قد جمعها جميعا صدام حسين بالحديد والنار، فجاءت أميركا بالحديد والنار وفككت ومزقت العراق وقدمته هدية ثمينة لإيران التي تسيطر عليه، وتتسرب إلى كل الدول التي يسودها المذهب السني.

أما الحائط الباكي الدموي فهو الذي أقامته إسرائيل بينها وبين فلسطين وعلى أرض فلسطين، وأقامت القرى على أرض فلسطين، وبذلك يكون قد اقتطعت من فلسطين، إلى جانب القدس الشرقية، أرضا لن تنسحب منها. وأصر الفلسطينيون على أنه لا تفاوض إلا إذا توقفت إسرائيل عن بناء مستوطنات على أرضها وإلا إذا سحبت ألوف اليهود من القدس الشرقية. وتكرر إسرائيل أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وأنه لا سلام ولا أمن إلا إذا اعترفت فلسطين بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل وإلا إذا اعترفت بأن إسرائيل دولة يهودية، أي لليهود فقط، ولن يبقى فيها مسلم أو مسيحي. فقد عاش اليهود ألوف السنين أقلية في كل مكان يسكنون الحواري، أما الآن فإن إسرائيل هي الحارة الكبرى التي يقيم فيها يهود العالم. وكلما تناقش الأميركان مع اليهود بشأن ما يرتكبونه في فلسطين، يقولون لهم: نحن مساكين: لقد عشنا مضطهدين في كل العصور، وحلمنا وأجدادنا أن نكون أغلبية مطلقة على أرضنا.

ومن رأي اليهود أنه لا توجد دولة اسمها فلسطين، هكذا قالت غولدا مائير للرئيس السادات في أول يوم من زيارته للقدس. وقالت: «هناك يهود فلسطينيون وعرب فلسطينيون. ولن تقوم دولة اسمها فلسطين حتى يوم القيامة!».

وقد ضحك علينا الرئيس الأميركي أوباما عندما سحرنا بخطابه البليغ في القاهرة. وقلنا أخيرا ظهر أسود من أصل مسلم يشعر بنا، وسوف نجد الحل على يديه. وأكد أوباما أنه صحيح من أصل مسلم ولكنه مسيحي مائة في المائة، وأنه وعد وظل يعد حتى صدقناه!

وأخيرا صدقناه عندما قال إنه ضغط على إسرائيل وعجز عن إقناعها بالتوقف عن بناء المستوطنات. وفي لحظة يأس أعلن الرئيس الفلسطيني أنه سوف يترك موقعه ويعود إلى الشارع وإلى الحجارة والصواريخ. وسوف تسقط كل الجدران إلا الذي بين إسرائيل وفلسطين؛ مع الأسف!