أهلا بضيف جديد على حافة الكون!

TT

كان لدى علماء الفلك شبه يقين من أن هناك جسما هائلا يطل علينا من أطراف المجموعة الشمسية، وأن هذا الجسم يبلغ حجمه أربع مرات قدر حجم كوكب المشتري. ثم تأكد العلماء أخيرا من أنه بالفعل هناك جسم ضخم مكون من الجليد والتراب والغازات، وأنه بقايا الانفجار العظيم الذي وقع منذ أكثر من 13 ألف مليون سنة.. وأنه قد تكون من السحابة الجبارة التي تسمي «أورت» التي منها خرجت كل المذنبات والجسيمات. وقد رصد العلماء 3200 مذنب، أشهر مذنب اسمه هيلي الذي سجله العلماء، ورصدته بين سنتي 1996 و1997، وهو يظهر كل 75 سنة قادما إلينا من «حزام كويبر».

وهذا الجسم ألقى ظلاله وأطل علينا من طرف الكون؛ المجموعة الشمسية بالذات، فهو يبعد عن الشمس نحو ثلاث وحدات فلكية، والوحدة الفلكية هي المسافة التي بين الشمس والأرض ومقدارها 13 مليون ميل.

ومنذ سنوات أشار أحد هواة الرصد الفلكي إلى أنه قد رأى شيئا غريبا بعيدا جدا يلقي ظلالا سوداء، ورجح أن يكون هذا الشيء سحابة من الجليد والتراب والغازات، وهي بقايا الانفجار العظيم، وليست هي فقط، وإنما هناك أجسام كثيرة صغيرة وكبيرة وبعضها يستحيل رصده؛ إما لأنها من الجليد فقط، وإما لأنها من الغازات والتراب.

ونحن عادة نندهش من أن هؤلاء العلماء قد أفنوا أعمارهم في رصد أجسام تبعد عنا ألوف ملايين السنين، فإذا وجدوها ركزوا عدساتهم عليها ورصدوا غازاتها، وما إذا كان لها جو، أو كان هذا الجو ضد الحياة أو به غازات تدل على وجود ماء، وما إذا كان صلبا، أم غازيا وأمامه بضعة ألوف ملايين السنين ليكون صلبا.. فعن أي شيء يبحث العلماء؟ عن شيئين: عن المادة التي هي أصل الكون ويسمونها «مادة الله»، أي المادة التي خلق الله منها هذا الكون والأكوان الأخرى، ثم إن كان بها ماء أو ما يدل على ذلك. صحيح أن هذا الاكتشاف ليست له أية فائدة فورية، ولكن من يدري ماذا سنفعل باكتشاف أصل الكون؟ ثم إن العلماء لا يكفون عن البحث لعلهم يجدون ما يفيد غدا.. أو بعد ألف سنة!