سنة شارفت على الرحيل

TT

بعد إعلان مجلة «تايم» الأميركية عن فوز مؤسس موقع «فيس بوك» الشهير للتواصل الاجتماعي بـ«شخصية العام» لهذه السنة بعد منافسة شرسة مع مؤسس موقع «ويكيليكس»، وذلك كعادتها في نهاية كل عام، فكرت في الشخصيات الأكثر تأثيرا في سنة 2010 على مستوى العالم العربي، ولكن هناك قوائم كثيرة تهتم بهذه الجزئية، وهي تعد من أقسام العلاقات العامة وبالتالي تفقد مصداقيتها وجدارتها.

ولذلك فكرت في أهم الأحداث التي أثرت على المنطقة في هذه السنة وتبين لي أنها كانت سنة أحداث ومواضيع ولم تكن سنة أشخاص. فهناك موضوع «الاتهام الظني» وهو ملف الاتهام الذي من المنتظر أن تعلنه قريبا جدا المحكمة الدولية بخصوص الاتهام المرجح فيما يتعلق بجرائم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري ومجموعة أخرى من الساسة والإعلاميين اللبنانيين كذلك، وهو الموضوع الذي تحول إلى أداة ضغط ووسيلة ابتزاز من الأطراف السياسية المختلفة وما أكثرهم في لبنان.

واحتل هذا الخبر موقعا مبالغا في حجمه ولكنه عالم السياسة اللبناني «ضوضاء عالفاضي»!، وطبعا هناك موضوع «تشكيل الحكومة العراقية» الذي راح وجاء وتشكل وتم تفكيكه ثم أعيد طبخه في مشاهد غريبة دخل فيها كل من هب ودب من جيران وغير جيران في الشأن الداخلي حتى أصبح العراق شوارع مفتوحة يتدخل فيها الجميع بغرض تشكيل الحكومة.

وهناك طبعا المشهد الجنائزي الحزين لتوديع جثة السودان كما عرفناه وقصة الانفصال المنتظر، وهي مسألة، في نظر الأكثرية الساحقة من السودانيين أنفسهم ومن غيرهم، محسومة ومنتهية ولم يتبق إلا الإعلان عنها بعد الاستفتاء المشؤوم المنتظر.

وهناك الخبر المفاجأة الخاص بالإعلان عن فوز الملف القطري باستضافة بطولة كأس العالم لعام 2022، وهو الخبر الذي فاجأ العالم وفتح أبواب السجال بخصوصه وبدأ الحديث عن التشكيك في أحقية قطر بهذا التنظيم، والحديث عن «ضربة معلم» في الإتيان بهذا الحدث العالمي للدولة الفتية.

وطبعا لا يزال الحديث متواصلا عن أزمة مصر والجزائر الكروية، حيث شهدت العاصمة القطرية الدوحة «صلحا تلفزيونيا» بين رئيسي اتحاد الكرة في البلدين وهما اللذان أثبتا أن الرياضة ليست مسألة فائز أو مهزوم بل إنها مسألة حياة أو موت!

وهناك ملف الطقس والمناخ المتقلب في كل بلاد العالم العربي، أمطار غزيرة مفاجئة وبرد قارس في مناطق لم تعرف مثله من قبل وحرارة هائلة حطمت الأرقام القياسية حتى أصبح مقدمو النشرات الجوية نجوم الشاشة، متفوقين على أبطال الفقرات السياسية والرياضية والثقافية والفنية والاقتصادية، وأثر ذلك على سوق الملابس وتجهيزات البيوت حتى يتمكن الناس من التعامل والتأقلم مع المناخ الجديد المتقلب.

وهناك ملف البيئة المتجدد الذي لا ينتهي، من سحابات سوداء فوق المدن إلى تسرب وطفح للمجاري في المدن والبحار تجمع لسنوات في بحيرة ويتم التخلص منها في دقائق بالبحر ويقال إن المشكلة تم حلها!

وطبعا هناك ملف الإرهاب والتطرف، فلا يزال يتم القبض على المتورطين في الشبكات الإرهابية والخلايا بأعداد مفزعة والكل لا يزال ينتظر وبفارغ الصبر القبض على المحرضين أيضا، فهم رأس المشكلة وأصل البلاء.

وطبعا هناك ملف البرلمانات العربية التي قسمت ما بين الغائب منها وما بين المطبوخ منها وما بين الغاضب منها وما بين المحظور والمخالف فيها، وكلها تصب في خانة الإحباط المتزايد عند الشعوب.

سنة 2010 شارفت على الرحيل وموضوعاتها شائكة، منها ما هو ممل ومنها ما هو غريب، لم تتغير أشياء كثيرة كان من المتوقع أن تتغير، وهناك أمل كبير في 2011 أن تكون فيها بوادر ما يحس بها جيل شاب ولا يراها جيل شاخ. كل عام وأنتم بخير.

[email protected]