اشتم ولا تخف - نصيحة علماء النفس!

TT

كان نابليون يشتم ضباطه بكلمات نابية، وكان يسرف في ذلك. وكذلك كان الرئيس عبد الناصر وكانت السيدة مارغريت ثاتشر تشتم وزراءها أيضا.

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس عبد الناصر قبل النكسة بأيام، وصف إيدن، رئيس وزراء بريطانيا، بأنه رجل «خرع» بكسر الخاء والراء. وقد داخ الصحافيون الأجانب في الحصول على معنى هذه الكلمة. وعرفوا أنها شتيمة بأنه ضعيف هزيل.. ونحن نلجأ أحيانا إلى استخدام كلمات نابية في مناقشاتنا وخناقاتنا، ولكن لماذا؟ هناك عدة تفسيرات عند علماء النفس. ووجدوا أنه لا ضرر من اللجوء إلى ذلك، لأنه يخفف التوتر.. ويدفع الطرف الآخر إلى التوقف عن المناقشة لأننا ضربناه في دماغه..

ويرى بعض علماء النفس أن الشتيمة هي استخدام اللغة سلاحا في الدفاع: كأنها عصا أو قطعة حجر أو قنبلة من الغاز أو من الدخان بهدف إسكات الطرف الآخر. ومن المؤكد أنها تقلص التوتر عند من يستخدمها..

ولذلك نجد أننا في حوارنا نقول: لم أكد أسمع هذه الكلمة النابية حتى توقفت عن الكلام وعن التفكير، ولم أعرف ما الذي أفعله وما الذي أقوله، ولو رددت عليه بنفس الكلمة فإن أثرها أقل من أثر الكلمة الأولى التي شتمني بها. ولكنها في نفس الوقت أصابتني بالسكوت ثم بالسكتة.

وإذا جاءت الشتيمة مفاجئة فإنها تحرك مراكز المخ عند الطرفين برد فعل سلبي كالسكوت أو الدهشة أو ترك المكان والذهاب إلى أي مكان آخر وقطع الحوار؛ فكأن هذه الكلمة قد فرضت السلام على الطرفين وخففت الضغط العصبي عليهما..

وكان الملك جورج السادس يثأثئ، وقد ظهر فيلم يتحدث عن حياته، ولكن المخرج لم يهتم بأنه كان يثأثئ. ولكن حدث أن الممثل الذي كان يقوم بدور الملك ثأثأ فضحكت السينما كلها..

فالثأثأة حقيقة، ولكن المخرج أخفاها لآخر لحظة، فلما فاجأ الجمهور ضحك الناس وأخفوا وجوههم في أيديهم ودموعهم أيضا، وتضايقت الأسرة المالكة ولم تفعل شيئا. وهذا هو المعنى الأعم للشتيمة، وهي أنها تفرض السلبية على الطرفين.. علماء النفس ينصحونك: على راحتك اشتم.. أي اقذف بالماء على الحوار الملتهب. ولا يهمك!