سمكة القرش في شرم الشيخ أفزعت الدنيا!

TT

عندما ظهر فيلم «العجوز والبحر»، قصة الكاتب الأميركي همنغواي، فزع الناس وخافوا أن ينزلوا البحر. وفي سنة 1975 ظهر فيلم «الفك المفترس» وخاف الناس أن ينزلوا البحر سنوات. ولكن عندما هاجم قرشان في مياه شرم الشيخ سيدة ألمانية فماتت، وأصيب اثنان من روسيا وأوكرانيا، نزل الناس إلى البحر بعدها بساعات! وهم الآن يسبحون على راحتهم، وحولهم عيون تراقب البحر خوفا من عودة القرش. شيء غريب! الفيلم الذي هو عمل خيالي ولم يحدث في الواقع أخاف الناس وروعهم. أما الحادث الحقيقي فلم يترك فيهم هذا الأثر! والمعنى: إن الفن أعظم وأعمق.

والناس يتفرجون على المعارك الحربية في متعة - مع أنها أعمال فنية. فإذا جاءت صور المواقع الحربية الحقيقية انصرفوا عنها، لأنها ليس فيها فن.

وفي العالم نحو 400 نوع من القروش، وهي في حجم الكف أو في حجم الأتوبيس. وفي فك القرش «300 سِنة» إذا سقطت واحدة أو خمس أسنان، فإنه بسرعة تظهر في مكانها أسنان جديدة. ولذلك كان سلوك القرش في شرم الشيخ شاذا. واحتاج إلى استدعاء خبراء من أميركا وأستراليا يفسرون لنا ما الذي أصاب القروش فيكون لها هذا السلوك الشاذ. وكان رأي الخبراء أننا نحن السبب.. إننا نلقي لها طعاما. فالسفن التجارية تحمل حيوانات بعضها ينفق فتلقي بها لسمك القرش. وكل السفن بدلا من أن تحتفظ بمخلفاتها حتى تصل إلى الموانئ، فإنها تلقي بها في الماء.. ثم الصيد الجائر للأسماك، ويكون من هذه الأسماك قروش. وهذا يزعجها، بل إنه يوقظها من النوم، وهي تنام عادة عند القاع. ولذلك صدرت التعليمات للصيادين وقادة السفن باتباع اللوائح الصارمة، وإلا فالعقوبة الشديدة. ثم إن صيد القرش ممنوع دوليا، لأن من شأن هذا أن يحدث اختلالا في التوازن البيئي. ولكن حادث شرم الشيخ جاء في ألوف الصفحات في كل الصحف والقنوات، لأنه أزعج كل الموانئ في القارات الخمس.

في يوم تلقى الرئيس السادات برقية من سيدة أميركية تشكو إليه أن الصيادين المصريين يستخدمون الديناميت في الصيد. وهذه جريمة. وقال السادات: فعلا جريمة. ثم استدعى السيدة الأميركية.. ثم أشار أن ادعوها للغداء. فأخذتها إلى «فلاينج فيش» الذي يملكه واحد بلدياتي. ولم تكد تشم رائحة السمك حتى توقفت، وقالت: إلا السمك أرجوك! حتى لا تساهم في إصابة التوازن البيئي بالخلل!