سبع قطط في سبعة بيوت فكم يبلغ عدد حبات الشعير؟!

TT

مواطن من اسكوتلندا اسمه ألكسندر رند جاء إلى مصر يستشفي في مدينة الأقصر.. مريض يريد الشفاء في الجو الدافئ الجاف.. فوقع مريضا لشيء آخر: التنقيب عن الآثار وشراؤها وبيعها.. فقد اشترى من الأقصر أوراق بردي أطلق عليها اسم «أوراق رند».. هذه الأوراق تحتوي على مسائل حسابية ومسائل هندسية وحساب المثلثات وما نسميه اليوم بـ«الجبر»..

شيء غريب وعجيب أن نجد الفراعنة قد وصل علمهم إلى هذه الدرجة الرفيعة..

مثلا: سبعة بيوت في كل بيت سبع قطط ومع كل قطة سبعة أوزان من الشعير.. فكم يبلغ عدد الحبات؟ العدد هو 9706 حبات من الشعير..

وهذه المسألة صعبة في ذلك الزمان ولكنها باستخدام الآلات الحديثة سهلة جدا..

وقد اشترى ألكسندر رند هذه البرديات سنة 1858.. ونشرت لأول مرة سنة 1923.. ثم نشرت ومعها دراسات مستفيدة من علوم الرياضيات عند الفراعنة. وهذه البرديات موجودة في متحف بوشكين في موسكو وفي المتحف البريطاني وفي متحف تورينو الإيطالي وفي المتحف المصري بالقاهرة.. وهي تضم 85 مسألة صعبة.. ولكن المدهش كيف استطاع الفراعنة أن يقيسوا بالضبط حمولة السفن وقلاع المراكب.. وكيف استطاعوا معرفة حجم الأنابيب المستديرة والملتوية والأشكال المثلثة أو الأشكال غير منتظمة الأضلاع؟!

ثم ظهرت دراسة سنة 1983 لأحد علماء الرياضيات.. واكتشف أن الفراعنة لم يستخدموا الأوزان في بعض المسائل.. وإنما استخدموا الرموز.. كما يحدث في الجبر والهندسة وحساب المثلثات. ثم أعاد ترجمة نصوص هذه البرديات كلها.. ووجد أن الفراعنة استطاعوا أن يقيسوا قطر كوكب الأرض معتمدين على حركة الكواكب.. وبقيت بعض المسائل وجد أنه من الصعب تفسيرها أو شرحها.. فهي مجموعة من المعادلات ومن الرموز كالتي نجدها اليوم في «حساب التكامل والتفاضل» والهندسة الفراغية.

كيف كان يفكر الفراعنة في 1650 قبل الميلاد؟!

ويبدو أن أحد علماء الرياضيات حاول شيئا غريبا ولكن ليس واضح السبب.. وهو أن يعرف عدد الشعرات في رأس الإنسان وفي جسم الحصان والكلاب.. لماذا؟ نحن لا نعرف. ولكن لا بد أن لديه أسبابا لا نعرفها..

أما الذي لم نعرفه بعد فهو الذي في رأس المفكر الفرعوني. وكيف اهتدى إلى هذا المستوى الرفيع من الرياضيات العليا؟!