ولكن الصينيين لا يقولون!

TT

من مائتي سنة قالها نابليون: إلى الشرق انظر.. وتأمل وتعلم!

وقال فيلسوف التجارة الألماني أوزفالد اشبنجلر: جاء الوقت الذي يجب أن يجلس فيه الغرب في إحدى مدارس الصين ليتعلم. فقد جاء دور التنين الصيني لأن يحكم ويتحكم..

وينطبق على الصين الآن أنها تصنع كل شيء من الإبرة حتى الصاروخ! وفي يوم ما في عهد الرئيس عبد الناصر، قيل إن مصر تصنع كل شيء من الإبرة حتى الصاروخ. فعلا صنعنا صاروخين هما: القاهر والظافر.. وأطلقنا الاثنين ونسينا أن نركب لكل منهما عقلا إلكترونيا. فانطلق الصاروخان ولكن بلا عقل بلا هدف بلا برامج. فكانا مثل ثور هائج كسر الأشياء ولم يعرف بالضبط ما الذي أثاره وماذا يعتريه؟!

والآن وقد امتلأت بيوتنا بالصناعات الصينية. كل ما يخطر وما لا يخطر على بالك قد صنعته الصين وأوصلته حتى باب البيت وبأسعار رخيصة وبالتقسيط المريح. ويجيء البائع حتى البيت ويقدم لك ما تريد ودون عقد بينكما. ونحن في مصر تواجهنا مشكلة. هذه المشكلة أننا نحتاج إلى عمال من الصين على الرغم من البطالة! ولا بد أن هذه مشكلة بلاد أخرى. نحن في حاجة إلى عمالة صينية، أي إلى عمال مدربين منضبطين تماما.. يرضون بالقليل ويقومون بعملهم على أحسن صورة!

والذين يذهبون إلى الصين سوف تبهرهم المدن الكبرى وناطحات السحاب وأسرع القطارات في العالم. كيف حقق الصينيون ذلك؟ كيف نجد في الأسواق كل ما نحتاجه من أدوات البيت والطعام والشراب من الصين؟ بل إن الفنادق المصرية الجديدة قد تعاقدت على كل احتياجاتها من الصين. بل إن الأفراد يستطيعون ذلك.. فتطلب شقة من كذا غرفة وتطلب ما تريد لغرفة النوم وغرفة الطعام والصالون والمطبخ.. كل هذه الأدوات كاملة تجيء من الصين.

أما كيف استطاعت الصين كل ذلك؟ فأغرقت الأسواق - كل الأسواق - بما يحتاجه الناس في كل مكان، فإن الصينيين لا يقولون لك شيئا، وإذا قالوا فإنه كلام ما والباقي ضحك. ولكن استطلاعات الرأي في الجامعات وفي المعاهد تقول عبارة واحدة: «العمل الجاد المنضبط ولا حدود للصبر!».