دعوة إلى زفة فلكية!

TT

كانت آخر مرة يشاهد فيها الناس في شمال أوروبا هذا المهرجان الشمسي سنة 2007. وقد تنبأ علماء الفضاء أن المهرجان المقبل سوف يكون في سنة 2016. أما هذا المهرجان فهو عندما يبلغ المجال المغناطيسي للشمس أقصى مداه وتتجه العواصف الشمسية كلها نحو كوكب الأرض فتضيء الدنيا ليلا ونهارا، لدرجة أنك لو كنت في شمال إنجلترا تستطيع أن تقرأ كتابا في أي وقت من اليوم. فقد اقتحمت القوة المغناطيسية من الشمس جو الأرض وحدثت تفاعلات قوية جبارة. ولولا جو الأرض وما فيه من عناصر تقاوم الوهج الشمسي لاحترقنا جميعا، أي لاحترقت الأشجار ونفقت الحيوانات وجفت المياه، ومتنا جميعا في إحدى هذه المراحل.

وقد جربنا الموت الفلكي بأشكال أخرى، مثلا عندما انفلت أحد المذنبات الكبيرة وارتطم بالأرض - أرض أميركا - وترك فيها أخدودا طويلا عريضا. وقبل أن يرتطم بالأرض أحرق الأرض وما عليها. وحدث ذلك من نحو ستين مليون سنة وأباد كل الحيوانات الكبيرة مثل الديناصورات، وكذلك هذا الشفق الشمسي الجهنمي لو انفرد بالأرض دون أن يكون لها جو مقاومة لتحولت الأرض إلى صورة من صور الموت.. لا أخضر ولا ماء ولا حيوان.

وفي الكتب القديمة التي عاصرت مثل هذا الشفق الشمسي والعواصف الشمسية قالت إنها القيامة أو مقدمات القيامة. ولم تكن إلا هذه العواصف المغناطيسية الهائلة التي أطلقتها الشمس علينا.

وسوف يستغرق هذا المهرجان الفريد بضعة أيام نرى فيها أنواعا من الضوء الذي ينفلت بعيدا عنا، أو كان جو الأرض قد صده ورده بعيدا عنا. ومع الأسف لن يرى هذا المهرجان إلا (شمال الشمال).. وتقصد هيئة ناسا للفضاء أنهم فقط أصل شمال أوروبا، ربما يشمل إيطاليا وفرنسا فقط. أما اسكوتلندا فسوف تراه ليلا ونهارا وفي أقصى درجات الوضوح.

لذلك سوف يسافر الناس إلى الشمال ليروا ويتعجبوا، وإن شاء الله سوف أسافر لأرى هذه الزفة الكونية!