قاتلة نحل العسل

TT

قاتلة نحل العسل لها اسم موسيقي: «فاروا».. لكنها مهلكة. لقد أطلت على آسيا سنة 1904، ثم انتقلت إلى أوروبا سنة 1950، وظهرت في بريطانيا سنة 1993.. واستطاعت هذه الحشرة أن تقضي على ملايين النحل.. ليخسر الاقتصاد الملايين بسبب موت النحل الذي يقوم بتلقيح الزهور، إضافة إلى ما يفرزه من عسل.. يعني خراب الديار الأوروبية والآسيوية.

وهذه الحشرة طولها مليمتران، ولونها بني.. وهي تركب ظهر النحلة ليلا ونهارا تماما كما نحمل على ظهورنا نسناسا ليلا ونهارا. ثم إذا بهذه الحشرة تثقب ظهر النحلة وتمتص دمها، وتضيف إلى ذلك فيروسات تدخلها في جسم النحلة فتصيب جهاز المناعة عندها بالشلل التام. وهذا يكفي للقضاء عليها.

وتستطيع ألف حشرة من طراز «فاروا» أن تقضي على خلية بها خمسون ألف نحلة عسل. وقد استطاعت هذه الحشرة أن تحطم الاقتصاد البريطاني، فخسر في سنة واحدة أكثر من مائتي مليون جنيه.. فالنحل لم يقم بالتلقيح، وفي ذلك خسارة فادحة، ثم إنه لم يفرز العسل أيضا.

وقد بحث علماء جامعة أبردين باسكوتلندا الوسائل المختلفة للقضاء على هذه الحشرة. واهتدوا إلى تغيير عوامل الوراثة فيها بحيث تقوم الحشرة بالانتحار فتنقلب على نفسها ويتوقف نموها وبناء الخلايا بها، ويحدث الشلل التام لها.

لكن هذه تجارب أولية. والعلماء يخافون من أن تؤدي هذه الوسائل الجديدة إلى الإضرار بالنحل أو بنظام الخلية. لكن التجارب الأخيرة أثبتت أن الأسلوب الذي لجأ إليه العلماء سوف يقضي على هذه الحشرة من دون إصابة النحل.. وسوف تموت هذه الحشرات وتسقط في الخلايا.. والبحث الآن عن كيفية قتلها بعيدا عن الخلية. لكن المشكلة أنها إذا دخلت الخلية فسوف تركب النحلة ولا تنفصل عنها إلا بموتها.. ثم تقفز إلى نحلة أخرى، وهكذا.. إلا في هذه الحالة الأخيرة فإنهم سوف يعلمون النحل كيف يتخلص من بقايا الحشرة القاتلة من دون أن تسمم عسل الخلية..

وفجأة ظهرت مشكلة أخطر: هذه الحشرات لسعت أحد العمال، والتهبت مساحة من ذراعه.. فجاء ذلك دليلا على كارثة جديدة. ولا يزال البحث عن علاج لكارثتين في وقت واحد!