أردوغان نجح في الإبقاء على جدول الأعمال متخما خلال 2010

TT

يوضح استطلاع الرأي الذي أجرته مجلة «تايم» عن «رجل العام» أن رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي احتل المنصب الثاني في تصويت القراء. وتعد هذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي يقترب فيها رئيس وزراء تركي من القمة في استطلاع رأي عالمي. قد لا تعجبنا بعض سياسات أردوغان، لكننا لا نستطيع أن ننكر أنه تمكن من إحداث تغيير في تركيا وجذب انتباه العالم.

لقد أثبت أردوغان هذا، خاصة التغيير الذي حدث في 2010؛ فقد تمكن منذ اليوم الأول من الإبقاء على جدول أعمال متخما لعام كامل. وحدثت تطورات لا يمكن أن تنسى في 2010 وهي كما يلي:

- كان عام 2010 للقوات المسلحة التركية بمثابة تأكيد على نقطة تحول. وقد كان اجتماع المجلس وقضية «عملية باليوز» أو «المطرقة» نقطة تحول بالفعل. ولأول مرة يمثل أفراد من الجيش التركي أما محكمة مدنية بتهمة التخطيط لانقلاب. كذلك فقد الجيش التركي خلال ذلك العام فاعليته في مجال السياسة وأصبح صامتا.

- في الوقت الذي استمرت فيه الأزمة المالية في أنحاء العالم خاصة بعد أزمة اليورو التي بدأت في اليونان، تماسكت تركيا، وهو الأمر الذي فاجأ الجميع. فقد أصبحت تركيا من أكثر الدول التي يتم الحديث عنها. ففي حين أطلق الناس نكاتا عن عبارة رئيس الوزراء التركي «لن تكون لنا صلة بهذه الأزمة»، سخر أردوغان من هؤلاء الناس خلال عام 2010.

- لفتت تركيا الأنظار بسياستها الخارجية تجاه إسرائيل وإيران. وواجهت تركيا رد فعل واشنطن، في حين قالت دول منطقة الشرق الأوسط والدول الإسلامية: «ينبغي على المرء الانتباه إلى ما تقوله تركيا» وإن أردوغان «قائد يجب أن تكون العلاقة معه جيدة».

- من أكثر الانتقادات التي وجهت إلى أردوغان انتشارا كان الافتقار إلى الديمقراطية، واندفاعه، وعدم تقبله النقد، واتجاه تركيا نحو المحافظة.

ووضع كمال كليغدار أوغلو بصمته على حزب الشعب الجمهوري، فقد كان كمال أوغلو أحد الذين كان لهم تأثير كبير في 2010. ففي العام نفسه تم عقد جمعيتين عامتين وتولى رئاسة حزب الشعب الجمهوري بكل ما في الكلمة من معنى، منهيا عهد دنيز بايكال. وتلقى الزعيم الجديد للحزب ترحيبا حارا في الداخل والخارج؛ مما رفع سقف التوقعات نتيجة عدم وجود حزب معارضة آخر بفاعلية حزب الشعب الجمهوري. وأدى انتشار شائعات الانشقاق في صفوف حزب الحركة القومية إلى التحول في اتجاه حزب الشعب الجمهوري بقيادة كليغدار أوغلو.

بحسب آخر التقديرات؛ إذا تمكن حزب الشعب الجمهوري من زيادة عدد الأصوات الحاصل عليها من النسبة التي تتراوح بين 20 و25 في المائة إلى نسبة تتراوح بين 25 و30 في المائة، فلن يتمكن حزب العدالة والتنمية من الحصول على أغلبية الأصوات وسيتحقق توازن في البلاد. لكن يشعر الناس بعدم الارتياح نتيجة احتمال حصول حزب العدالة والتنمية على نسبة تصل إلى 45 في المائة. ويرى المراقبون، الذين يعتقدون في قدرة حزب العدالة والتنمية على تغيير النظام، أنه في حال تولي حزب العدالة والتنمية السلطة للمرة الثالثة بحصوله على الأغلبية، سيكون كليغدار أوغلو هو الأمل الوحيد الباقي. أما إذا تمكن كليغدار أوغلو من الحصول على 30 في المائة من الأصوات في الانتخابات المقبلة، فسيعد هذا أكبر مفاجأة وسيغير مسار السياسة في تركيا.

لقد اتخذ أوجلان مبادرة. وكان عبد الله أوجلان من أكثر الشخصيات التي تصدرت الأحاديث من حيث تحقيق التميز والتأثير على جدول أعمال 2010. لقد كان أوجلان يوما زعيما لحزب العمال الكردستاني المحظور وكانت كلمته تصل إلى كل سكان المنطقة، لكن العام الذي يسبق 2010 كان مختلفا بالنسبة إليه.

ويبدو أن أنقره تريد لأوجلان أن يستمر في لعب دوره القيادي كزعيم لحزب العمال الكردستاني لتجنب الاقتتال الداخلي، حيث تسمح أنقره له بذلك من دون تخطي حدود إيمرالي. وعندما يتم النظر إلى الأمر من الخارج، يتكون لدى المرء انطباع بأن الجمهورية التركية تبحث عن حل للقضية الكردية بالتعاون مع أوجلان.

وقد أعد أوجلان خريطة طريق لحل هذه القضية وأثر في السياسات الرئيسية لحزب السلام والديمقراطية الكردي وأحدث بعض التغييرات من خلال إرسال رسائل عند الضرورة.

تبنى حزب العمال الكردستاني الخطة التي تقدم بها أوجلان من إيمرالي من دون أي شروط ومن دون مخالفة له. وتم تكميم أفواه من تخطوا حدودهم، فالزعيم زعيم حتى وإن كان بعيدا. الأهم من ذلك هو تعبير المواطنين الأتراك من ذوي الأصول الكردية عن قبول خطة أوجلان بلا أي شروط.

لقد ترك أوجلان بصمته على عام 2010، حيث اقترح في البداية «وقف إطلاق النار حتى انتهاء الانتخابات» وهو ما تمت الموافقة عليه. ثم أعلن عن اقتراحات خاصة بقضيتي الحكم الذاتي واعتماد اللغتين الكردية والتركية. إذا كانت الخطوة الأولى المهمة وهي «المبادرة الديمقراطية» تم اتخاذها في العام السابق على 2010، فقد اتخذت الخطوة الثانية في إيمرالي عام 2010.

* بالاتفاق مع صحيفة

«حرييت ديلي نيوز» التركية