هذه الدنيا بعد عشر سنوات!

TT

نندهش عندما يسألنا المفكرون الأجانب: حدثني عن مصر بعد عشر سنوات.. أو بعد عشرين عاما.. عن مستقبل الأدب والفن والسياسة والقضية الفلسطينية..

والدهشة سببها أننا لم نفكر عاما وبهذا الشكل. وما دمنا لم نفكر وما دامت لا خطة لدينا فمن الصعب الإجابة. ونسكت وتبقى الدهشة.. ودهشة الأجانب أكثر!

وقد سئلت د. هايدي هيمل، الباحثة الكبيرة في «معهد الفيزياء الفلكية» بجامعة تكساس الأميركية، فأجابت بأنها لا تعرف بالتحديد، ولكن عندها دراسات ومخططات وأحلام مئات العلماء.

وتقول: ومن دون أن أحلم طويلا أو كثيرا، فإن حدثا جليلا سوف يهز البيئات الفلكية في شهر يوليو (تموز) المقبل عندما تلتحم سفينة الفضاء «الفجر» بنجيم اسمه «فستا»، طوله 250 كيلومترا وعرضه 270 كيلومترا. ولعلنا نذكر أن اليابانيين قد سبقوا الأميركان عندما أرسلوا المختبر «مايسا بوشا» (الصقر) ليلتحم بنجيم ويستغرق دورانه مع النجيم ثلاث سنوات التقط خلالها صورا وشفط ترابا من أرض النجيم ومن جوه. ولم تظهر نتيجة الأبحاث بعدُ.

تقول د. هايدي هيمل، في حديث لها في مجلة «الفلك»: لا بد من أنه يوم رائع، ذلك اليوم الذي سوف نرى فيه سفينة الفضاء تلتحم بالنجيم، وهي تمد عدساتها وخراطيمها تصور وتلتقط التراب بعد أن تلقي على أرض النجيم كرات من الحديد تثير الغبار، الذي تحلله بمواد كيميائية في المختبر الموجود بالسفينة وتصور وتحلل وترسل النتائج إلى الأرض مع الاحتفاظ بنسخة منها وكل الرسائل مشفرة فلا يلتقطها أحد سوى الأميركان.

وتقول: وبعد الالتحام بـ«فستا» سوف تلتحم بنجيم آخر اسمه «سيريس» الذي يختلف عن «فستا»؛ فله جو كثيف. ويرجح العلماء أن هناك ما يدل على ما يشبه الماء. وسوف تتأكد المختبرات في السفينة من هذه الملاحظة التي وصل إليها العلماء من بعد.. والآن جاءت فرصتهم ليتحققوا من ذلك وليزفوا إلى البشرية أن هذا النجيم الذي يدور هو الآخر حول كوكب المشتري هو المسؤول عن تثبيت «فستا» و«سيريس» في مدار حوله منذ 4 آلاف مليون سنة، أي في الوقت نفسه الذي ظهرت فيه المنظومة الشمسية.

والسؤال: هل مادة هذا النجيم هي مادة الكواكب أو هي مادة الانفجار العظيم؟ ويستطيع العلماء أن يقولوا إنهم يقتربون من الإجابة عن السؤال: ماذا سيحدث بعد عشر سنوات؟

وكلمة «يقتربون» من عندي أنا، وهي ليست كلمة طيبة ولا يجرؤ العلماء على استخدامها؛ لأنهم أكثر تحفظا.. فلا تزال الحقيقة بعيدة جدا.. ولأنها بعيدة جدا، فالاقتراب لا يعني شيئا كبيرا!