توضيحات قبل مرور الوقت

TT

بعثت القارئة الكريمة سلوى بستاني إلى البريد يوم الاثنين برسالة تقول فيها إن أول ملكة جمال في لبنان انتخبت عام 1952، وذلك تعليقا على ما أوردت قبلا، من أن الأخطل الصغير وضع قصيدته «الصبا والجمال» في جميلة الخليل، التي انتخبت ملكة جمال لبنان عام 1938. وذكرت القارئة أن مصدر معلوماتها هو موقع ملكة جمال لبنان على الإنترنت.

مصدري، هو الراحلة جميلة الخليل. في بدايات عملي كنت واحدا من عدد كبير جدا من الصحافيين الذين أجروا معها مقابلات حول انتخابها وحول ذكرياتها وطرحوا عليها سؤالا موحدا: كيف حافظت على ذلك الجمال حتى ذلك العمر. وقد وردت أسماء «ملكات» عدة بعد الخليل، يؤسفني أنني لا أملك الوقت للعودة إليها في أرشيف «النهار»، الوحيدة التي لها تلك الذاكرة في الصحف اللبنانية.

أعتذر عن أنني ذكرت، في زاوية الاثنين أيضا، أن الرئيسة البرازيلية الجديدة ديلما روسيف من أصل فرنسي، استنادا إلى صحيفة بريطانية. وقد كتب إلي الصديق أنطوان الصايغ من نيويورك، وليس إلى «البريد»، أن ديلما هي ابنة محام ورجل أعمال بلغاري يدعى بيتار روسيف، ووالدتها مدرسة برازيلية. أما سبب الالتباس حول الجذور الفرنسية، فهو أن الأب فر إلى فرنسا في العشرينات واستقر لفترة، محولا اسمه من «رسيف» البلغارية إلى «روسيف» الفرنسية.

ولا يتسنى لي دائما أن أنقل الإضافات الماتعة التي يرسلها إلي الأستاذ الصايغ، وهو من كبار تجار البناء بين نيويورك والبرازيل. ومن أصدقائه المقربين، وضيفه ذات مرة في نيويورك، الرئيس البرازيلي السابق «لولا». والمؤسف أن القارئ صديق الرؤساء يرسل ملاحظاته بعد صدور المقالات لا قبلها. وقد اقترحت عليه غير مازح، أن أرسل نسخة من المقال قبل النشر، لأنه ثري الإضافات سواء كان المقال عن البرازيل أو عن الولايات المتحدة أو خصوصا في الشؤون اللبنانية.

إذا دخلت بيتا - أو مدينة - فإن أكثر ما يعنيني فيه، مكتبته. والعام الماضي دعانا الأستاذ الصايغ إلى منزله في ضاحية ونشستر، نيويورك، حيث يصدف أن بين جيرانه الأقربين بيل كلينتون. يقوم المنزل على تلة صغيرة تذكر صاحبه بربى لبنان وصنوبراته وخضرته. لكن للخضرة في بلدان العالم من يحميها، بعكس حالها في بلدنا، الذي هو حال البشر أيضا.

فاجأتني مكتبة الصايغ بأنها ملأى بتاريخ الشرق من الكتب القديمة. بالفرنسية والإنجليزية. ولذلك لا أعجب كثيرا لملاحظاته الدائمة وإنما أعجب بها. ومن المؤكد أنني لن أكتب بعد الآن عن البرازيل قبل استشارة مسبقة.