حتى لو لحنت هذه العبارة: فلا نوم!

TT

نحن جميعا نشترك في معجزة يومية: وهي الانتقال من اليقظة إلى النوم.

وقد انشغل باحثون من جامعة واشنطن في تحقيق هذه النظرية. فوجدوا أن هناك عمليات كميائية في المخ. هذه العمليات تطلق مادة تملأ ما بين الخلايا فيكون النوم..

وقد جربت هذه النظرية على كثير من الناس صغارا وكبارا بيضا وسودا. وتولى الإشراف على هذه الدراسة العالم الكبير كريجر وفريق العمل فاكتشفوا حقيقة كانت خافية.. وهي أنه عندما ننام فالعقل لا يكون كله نائما. وإنما هناك قدر من الصحوة موجود في العقل والدليل على ذلك أن الإنسان عندما يسير أثناء النوم يتفادى المقاعد والنوافذ. فالعقل لم ينم كله.

وهناك فروق في ردود العقل بين الناس، فهناك من ينام نوما عميقا.. وهناك من يتقلب ومعه النوم والأرق ويحاول، سواء شعوريا أو لا شعوريا، أن يدخل في مملكة النوم. وكأن حراسا شدادا يمنعونه بقوة كأنه ممنوع من النوم أو أن هناك اعتراضا ما على نومه ويدفعونه إلى الأرق.

وفي كل الأحوال، فالنوم عملية عقلية.. كلها في المخ وهو الذي يسمح بالنوم وهو الذي يمنعه عن الصغار والكبار.. وقد قيل لعدد من الأشخاص إنهم لن يناموا هذه الليلة. وكانت النتيجة أن أصابهم الأرق مع أنه لا يوجد سبب لذلك وكل ما حدث هو أنهم صدقوا ما قيل لهم.. وجماعة أخرى قيل لهم إنهم لن يستغرقوا وقتا كبيرا حتى يدخلوا في عالم النوم. وقد حدث..

والمعنى: أن النوم نشاط عقلي أيضا. وأن الإنسان يستطيع أن يقف قلقا.. دون دخوله إلى عالم النوم.

ولذلك يرى العلماء أن الإنسان عندما ينام يجب أن يقول لنفسه: سوف أنام.. أنام.. أنام.. أنا..

ولا بد أنني مخلوق من نوع مختلف، فلو أنا لحنت هذه العبارة من أجل أن أنام فلن أنام.. فقد استعصى النوم وقد نسيت والله كيف كنت أنام ولا أعرف كيف يطلع عليّ النهار ولا أعرف أن كنت نمت أو أنني مطبق العينين على هذا الأرق الأبدي!