خادم الحرمين وضغط المسؤولية

TT

الرسالة التضامنية للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الموجهة إلى الرئيس المصري والشعب المصري، والتي عبرت عن استنكار وشجب الملك لتفجير الكنيسة القبطية في الإسكندرية الذي راح ضحيته أكثر من عشرين مسيحيا، أثارت الكثير من ردود الأفعال الإيجابية لدلالات ومعاني هذه الرسالة التي أتت في ظرف صحي معروف للعاهل السعودي.. إلا أنه بهذا الموقف يشير إلى قربه من هموم العرب والمسلمين وشعوره العالي بالمسؤولية الكبيرة حيال اتخاذ موقف ينسجم مع حجم الدور الملقى على عاتقه فضلا عن أنه يؤثر في مجرى الأحداث التي تستهدف أرواح المسيحيين في الشرق الأوسط. فالرسالة واضحة في دلالاتها الرافضة لاستهدافهم وتفريغ الشرق الأوسط منهم والذي يسهم في إرباك البنية الاجتماعية وتخريب حالة التعايش بين الطوائف والمكونات غير الإسلامية التي تعيش في المنطقة، ولتدارك ما سيحدث من تداعيات لهذه الأحداث التي يرى الملك بخبرته وحنكته السياسية ضرورة تطويق بؤر الشر قبل أن تتحول إلى ولادات انشطارية أو وباء ينتشر كالنار في الهشيم تصعب السيطرة عليه.

وما يترسخ من رسالته هذه دعوة للقادة العرب لتحمل مسؤولياتهم في مواجهة الأزمة قبل استفحالها.. ربما تكون الأيام المقبلة محملة بالمفاجآت غير السارة إذا لم تقم هذه الدول باتخاذ الإجراءات الملائمة بما يتوافق مع خطورة الأحداث التي بدأت تعصف بالمنطقة ويمكن هنا الاستشهاد بالمظاهرات العنيفة التي جرت وتجري في تونس وما ستؤول إليه الأوضاع التي يصعب التكهن بها، كذلك أوضاع جنوب السودان بعد الاستفتاء، وما سيترتب من أرضية صالحة لمشكلات دينية وعرقية.. يصعب التكهن بها.. والآن المظاهرات في الجزائر التي تشبه إلى حد ما - أو ربما نستطيع القول بأنها امتداد - لما يجرى في تونس التي ربما سيسهم بها المتطرفون دينيا لاستغلالها بما يلائم توجهاتهم التي من أخطر أدواتها استهداف المختلف دينيا..

فالملك وعلى الرغم من ظروفه الصحية يؤكد مرة أخرى أن المملكة تقف بقوة لدعم المصالح العربية والإسلامية وأنها بكل وضوح وعبر سياسة واضحة وراسخة وبخبرة السنوات الطويلة، مع كل من يدعم ويعزز الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية للعرب والمسلمين. والجميع يتطلع لعودته بموفور الصحة ليؤدي دوره ليس العربي فحسب بل العالمي لما يتمتع به من نفوذ كبير بوصفه أحد أهم الشخصيات المؤثرة بالعالم.