أضحك أضحك دون سبب!

TT

صدر في القاهرة كتاب سيرة شادية؛ «معبودة الجماهير» للأستاذ سامي كمال الدين. والسيرة بقلم من محب لشادية وملم بحياتها من كل ناحية. وشادية مطربة محبوبة وممثلة بارعة وشخصية ظريفة.. وأنا أحبها أيضا.

وفي الكتاب فصل عبارة عن 30 صفحة لحديث دار بيني وبين شادية منذ أربعين سنة. الحديث كان من المفروض أن يعده الإذاعي الكبير وجدي الحكيم، وكان المفروض أن يكون ثالثنا.. ولكنه وجد أننا من أول لحظة أنا أسال وهي تجيب. والحقيقة أنني أضحك وهي تضحك.. ولا نعرف ما الذي يضحكنا. تقول لي شادية إنها عندما تشعر بضيق تعيد سماع هذا التسجيل وتندهش مثلي ما الذي يضحكنا؟ لا شيء. إنها طبيعتنا في هذه المرحلة من حياتنا التي كانت الحياة فيها أخف وألطف وعلاجها الضحك. والغريب أن المستمعين قد طلبوا إعادة هذا التسجيل مئات المرات. فعلا مئات.. إنهم أيضا يريدون أن يضحكوا على الذي أضحكنا. أو يريدون أن ننقل إليهم عدوى الخلو من الهموم ووجع القلب.. وأن الإنسان يستطيع أن يضحك ساعة وأكثر ودون سبب إلا رغبته في أن يتخفف من سخافات الدنيا.. وكما تخرج الإوز والبط والكلاب من الماء وتنفض عن جسمها الماء، فكذلك الضحك يهزنا فتتساقط الهموم.. إن الضحك يشبه «مساحة المطر» في السيارة.. يمسح المطر لنرى أوضح ولا يعوق السيارة عن الحركة.

وفي نهاية الحديث تسألني شادية: هوه إحنا كنا بنقول إيه؟ هاها.

- هاها ولا حاجة!

وفي يوم كان موعد لقائنا مع الموسيقار محمد عبد الوهاب يسمعنا لحنا لأغنية جديدة لشادية.. ذهبنا قبل الموعد وعلى خلاف ما اعتدنا عليه ووجدنا أصواتا عالية: إن عبد الوهاب كان يستمع إلينا ويضحك ويضحك دون أن نكون هناك!

أعجب من هذا كنت مع الرئيس السادات في القناطر الخيرية. وكانت عندهم مناسبة اجتماعية فرأيت أولاده وأحفاده. واحدة من الأحفاد تقول له: يا جدو أنا سمعت أنا وصاحباتي الحديث بين شادية والأستاذ أنيس والله ضحكنا ضحك.

وسألها الرئيس وكيف عرفت بالحديث؟ فقالت: قرأت في المجلة إعلانا يقول: اضحك مع شادية.. اضحك مع أنيس منصور. والله يا جدو يضحك! ومطبوع على كاسيت وبكره أبعت لك الكاسيت..

- طبعا.. والله عاوزين نضحك على عمك أنيس.. هاها!

وضحك الرئيس.