آدم شاعرا وحواء أيضا وإبليس!

TT

تريد أن تتسلى، اقرأ بعض الكتب القديمة: كتاب التعلبي الذي اسمه (قصص الأنبياء المسمى عرائس المجالس).. كيف يفسرون الدنيا. وكيف يصدقون ما يقولون وما يكتبون. لا بد أن تندهش. ولا بد أن تسأل عن الناس الذين ينقلون عنهم قصص الأنبياء. الكلام عجيب. وعجيب جدا أن يقال وأن يكتب وأعجب من كل ذلك أن يصدقه أحد..

مثلا أبونا آدم طويل جدا.. فطوله يصل إلى العرش ليسمع كلام الملائكة. فشكا الملائكة من ذلك. فنقص طوله وصار إلى ما فوق السحاب. والسحاب هو الذي أصاب أبانا آدم بالصلع - بسبب احتكاك رأسه في السحاب. وكذلك أولاده أيضا.

ولما هبط إلى الأرض. وضع إحدى قدميه في جزيرة سيلان والثانية في عدن وقد رأيت أنا في جزيرة سيلان جبلا في قمته بحيرة اسمها قدم آدم. هذه البحيرة هي قدم آدم وهي شكل قدم ضخمة. وقد حزن أبونا آدم لهبوطه إلى الأرض فأضرب عن الطعام أربعين عاما.. وظهر عليه الإعياء والمرض. وقد علمه جبريل كيف يأكل وكيف يشرب. وكيف يغزل ملابسه وكيف تنسجها حواء. فالورق الذي كان يتغطى به قد جف وكاد يسقط. وقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن مهنة أبينا آدم فقال: الخياطة.. أي أول من خاط ثيابه.

ونزل ديك إلى الأرض يعلمه مواقيت الصلاة.

وكان آدم عليه السلام يأكل الفواكه والنباتات فتعلم أكل اللحم وذبح الحيوانات. ولما اشتدت عليه الأمراض جاء جبريل وقدم له شجرة الزيتون وقال له إن زيت الزيتون شفاء لكل داء.. إلا الملل! يعني إلا الأرق والقلق لم يجد لهما جبريل علاجا منذ أن خلق الله آدم.. ويبدو أن هذه هي حالنا. وهذه المصيبة هي أهم ما ورثناه عن أبينا آدم.. لم نرث طوله وعرضه. ولم يقل لنا السيد التعلبي من الذي نظم الشعر باللغة العربية. ومن الذي نقله إلينا.. فلما قتل قابيل هابيل ارتجل أبونا آدم وقال:

تغيرت البلاد ومن عليها فوجد الأرض معبر قبيح

تغير كل ذي طعم ولون وقل بشاشة الوجه الصبيح

وارتجلت حواء قائلة:

دع الشكوى فقد هلكا جميعا بموت ليس بالثمن الذبيح

وما يغني البكاء عن البواكي إذا ما المرء غيب في الفريح

فأجابهما إبليس قائلا:

تنح عن البلاد وساكنيها ففي الجنات جنان بك الفسيح

وكنت بها وزوجك في رخاء وقلبك من أذى الدنيا مريح!

عجبي على الشعراء وعجبي عن الذين نقلوه إلينا؟!