لكي تكون سعيدا: ابتسم!

TT

أكثر الكتب انتشارا في العام الماضي كتاب عنوانه «أنا أستطيع أن أجعلك سعيدا». والمؤلف اسمه بول ماكينس. وأول نصيحة له أن تبتسم. ولأن الإنسان حيوان اجتماعي فالذي تبتسم له سوف يبتسم لك. وفي هذه الحالة تتلاشى المسافات بينكما وتبدأ مرحلة من المودة والصداقة التي أنت في حاجة إليها.

وفي إحدى قصص كاتبنا الكبير إبراهيم عبد القادر المازني واحد يجالس عددا من المقامرين يلعبون «الكوتشينة». وهو لا يفهم هذه اللعبة. يبتسم طوال الوقت. فالذي غش وسرق في اللعب وجده مبتسما.. أي أنه فهم هذه السرقة. والذي كسب وجده مبتسما فشكره على ذلك. وبعد نهاية اللعبة جاءه من يقول له: وهل أستطيع أن أفعل غير ذلك. إنهم جماعة من اللصوص يا سيدي.

فالابتسام قد ألغى المسافة بينك وبين الناس. وهي فرصتك لأن تكون صديقا. ومن رأيه أن تكون صديقا لنفسك أولا. ليكون لك أصدقاء.

ولا تنس نفسك دائما. أي يجب أن لا يستغرقك أي انفعال أو أي رغبة في أن تكون سعيدا بالناس ومعهم. يجب أن تكون أنت سعيدا وعندك رغبة في أن تسعد الآخرين ويسعدك الآخرون.

وإذا ضايقك أحد من الناس فلا تحاول أن تغير موقفك.. لا تضيع وقتك. فالحياة محدودة ويمكن أن تعيشها سعيدا مع أناس آخرين..

إذا استطعت أن تضحك فلا تردد.. وإذا رغبت في أن تحكي حكاية وقصصا من حياتك أو من التاريخ فلا تردد.

وكان يقال قديما إن الإنسان حيوان ضاحك. ولكن اكتشف العلماء أن هناك حيوانات تضحك مثل القردة والكلاب ومعظم الحيوانات الأليفة. إذن الإنسان حيوان مرح. أي أن المرح هو الذي يدفعه إلى الضحك. والضحك ليس إلا مساحة لصوت مرتفع فقط.. إنما المرح هو عملية عظيمة. شيء قد وقع وكان مفاجأة للمنطق. فأدى إلى الضحك. والفيلسوف الفرنسي برغسون يرى أن من أسباب الضحك الحركة الميكانيكية.. يعني إذا وجدت إنسانا يمشي وفجأة اصطدم ووقع على الأرض فأنت تضحك لأنه تحول من كائن حي إلى قطعة من الحجر.. سقط كما تسقط الأحجار.. هاها.

هل السعادة بهذه البساطة؟.. البداية بهذه البساطة.. والباقي عليك وعلى غيرك.. ورغبة الجميع في أن يتخففوا من إرهاق الحياة - وما أكثره!